بالأمس القريب وتحديداً في ال 26 من يوليو الماضي رحل عن دنيانا الفانية أحد الوطنيين الغيورين الذين كرسوا حياتهم من أجل الوطن وتقدمه وازدهاره، ذلك هو المهندس/ عبدالله حسين الكرشمي - رئيس الوزراء الأسبق (1969) - بعد حياة حافلة بالعطاء والتفاني والإخلاص لخدمة هذا الوطن الحبيب امتدت للفترة من عام 1958م وحتى وفاته حيث كان عنواناً للوطني الغيور والمسؤول المتفاني الذي ترك بصماته الطيبة في كل الأعمال والمهام التي أداها بإخلاص واقتدار، كما وصفه فخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح، في برقية العزاء التي بعثها لأولاده وقال فيها أيضاً: «إن الفقيد كان من أكفأ وأنظف من عرفتهم من رجالات الدولة ومسؤوليها، جسد في حياته المثال الحسن للنزاهة والوطنية والإخلاص والتفاني في أداء الواجب وفي كل المواقع والمسؤوليات التي أسندت إليه»، وقبله رحل كثيرون من أمثال محمد قائد سيف، وصالح قاسم الجنيد، ومجاهد أبوشوارب، ويحيى المتوكل، وجار الله عمر، وأحمد البشاري، وأحمد المروني، ومحمد الزرقة ، وعبدالله بركات، وعمر الجاوي، ومحد الربادي. وقائمة طويلة وتلك هى مشيئة اللّه سبحانه وتعالى الحي الذي لايموت قال تعالى: «كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام» صدق الله العظيم. هاهو فارس آخر من فرسان هذا الوطن يترجل عن جواده، إنه المناضل الوطني الكبير الدكتور/ فرج سعيد بن غانم - رئيس مجلس الوزراء الأسبق عام (1997م)، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى، مساء الأحد الماضي، 7 أغسطس الجاري في إحدى مستشفيات العاصمة السويسرية (جنيف)، بعد رحلة نضال وكفاح طويلة، قضاها في خدمة الوطن، امتدت للفترة من عام 1964م وحتى لحظة وفاته حيث كان يشغل منصب سفير فوق العادة ومفوض للجمهورية اليمنية لدى الاتحاد الفيدرالي السويسري (بجنيف)، وسفير ومندوب دائم لبلادنا لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة (بجنيف). كان رحمه الله من الشخصيات الاقتصادية البارزة، ليس على مستوى اليمن فحسب، وإنما على مستوى الوطن العربي والدولي، حصل على البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة الخرطوم بجمهورية السودان الشقيقة، والماجستير في التخطيط والإحصاء، والدكتوراه في الإحصاء من بولندا، وشغل عدداً من المناصب أهمها وزيراً للتخطيط (79 - 1989م)، وعين في نفس المنصب في أول تشكيل حكومي بعد إعادة وحدة الوطن وقيام الجمهورية اليمنية عام 1990م، ومندوباً لبلادنا لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف وسفيراً فوق العادة ومفوضاً لدى الاتحاد الفيدرالي السويسري.. كان الفقيد فرج بن غانم مثالاً يحتذى به في عمله وتعامله ووفائه وإخلاصه وتفانيه في خدمة الوطن، وكان مثالاً للزهد والشرف والنزاهة لم يتغير أو يتبدل أو تثنيه الظروف أو المغريات عن مبادئه وقناعاته، ولم يكن من أولئك الذين يبحثون عن المناصب والسلطة والجاه، أو الذين يساومون على القضايا الوطنية. هذا هو فرج بن غانم الذي عرفناه من خلال مسيرة حياته الحافلة بالعطاء والنضال من أجل تقدم الوطن وازدهاره. وصفه فخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح بأنه كان من أبناء الوطن الأوفياء الذين لم يتبدلوا ولم يساوموا على القضايا الوطنية.. وأنه كان مدافعاً جسوراً عن وحدة الوطن وسيادته واستقلاله، وأنه كان من الشخصيات الوطنية الصادقة والمؤهلة والكفوءة والنزيهة. وأكد في برقية العزاء التي بعث بها لأولاد وأسرة الفقيد الراحل : (إن رحيل الدكتور فرج بن غانم يشكل خسارة فادحة للوطن والشعب.. وأنه كان في مسيرة حياته مثالاً للنزاهة والزهد والتفاني مجسداً في كل الظروف والأحداث التي مر بها الوطن اليمني الواحد أروع وأصدق المواقف الوطنية المبدئية منحازاً دائماً وأبداً لمصالح الوطن العليا). هذا هو الدكتور فرج بن غانم، رجل الدولة الاقتصادي المتميز والدبلوماسي الفذ، الذي ستظل سيرة حياته نبراساً للأجيال في مسيرة حياتهم، وسيظل حياً بما خلفه من مآثر وقيم ومبادىء ومثل عليا وشرف ونزاهة وتفانٍ وإخلاص.