تواجه حكومة المالكي أزمة بعد أن استقال منها أو قاطعها 17 وزيراً يمثلون نحو نصف عدد أعضائها، ما يشير بشكل ما إلى أن المالكي يحاول من خلال جولاته احتواء حكومة باتت تتهاوى. يواجه المالكي الذي زار إيران قبل أيام لإجراء محادثات مع مسؤولين كبار ضغوطاً متصاعدة للتوصل إلى اتفاق لاقتسام السلطة مع الفصائل المتناحرة بالعراق قبل تقرير يقدمه في سبتمبر ايلول القادم الجيش الأمريكي والسفير الأمريكي في العراق عن نتائج الاستراتيجية التي تطبقها واشنطن في العراق. كانت إيران أبلغت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم الأربعاء بأنها تساعد في إرساء دعائم الأمن بالعراق ، حيث يتهم الجيش الأمريكي طهران بالتحريض على زعزعة الاستقرار من خلال تدريب مسلحين وتزويدهم بالإمدادات. تعتبر إيران ولا شك طرفاً سياسياً مهماً في العراق منذ الغزو الأمريكي في عام 2003م وتنفي طهران التهم الأمريكية لها بإذكاء العنف بل إنها تحمل الاحتلال الأمريكي المسؤولية. وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت نقلت عن برويز داودي النائب الأول للرئيس الإيراني قوله في محادثات مع المالكي:جمهورية إيران الإسلامية تبذل دوماً جهوداً خاصة للمساعدة في توفير وتعزيز الأمن في العراق. وعبرت إيران مراراً في الماضي عن دعم العراق غير أنه كان يعقب ذلك اتهامات أمريكية بأنها لا تزال تدعم المسلحين. زيارة المالكي لإيران جاءت بعد يومين فقط من اجتماع في بغداد ضم مسؤولين أمريكيين وإيرانيين وعراقيين. وكان هذا أول اجتماع للجنة تشكلت بهدف دعم التعاون بخصوص إرساء الاستقرار في العراق. تلك اللجنة كانت تشكلت عقب محادثات في مايو آيار ويوليو تموز في بغداد أيضاً بين واشنطنوطهران. وكانت تلك الاجتماعات الأعلى مستوى على الإطلاق بينهما منذ قطع العلاقات بين البلدين بعد وقت قصير من قيام الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979. علي أكبر ولاياتي مستشار الشؤون الدولية للزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي كان وصف تلك المحادثات بأنها أظهرت أن إيران يمكنها ان تقوم بدور مؤثر في العراق. واعتبر ولاياتي أن المسؤولين الأمريكيين مضطرون لطلب المساعدة من إيران لكن تلك المفاوضات - حسب ولاياتي- لا تستهدف مساعدة أمريكا.حيث يقول: إيران دخلت المحادثات لمساعدة الشعب العراقي. إيران التي لها أصدقاء أقوياء بين الفصائل السياسية البارزة في العراق تود ربما أن يسود الاستقرار في جارتها في ظل حكومة شيعية صديقة لطهران. أما بالنسبة لواشنطن فعودة الهدوء للعراق قد يساعد على تسريع سحب قواتها.. ما يعني أن كلا الجانبين له مصلحة من تلك المفاوضات. والسؤال هل أن من المبالغة بقدرة إيران على القضاء على العنف في العراق؟. يقول أحد السياسيين في إيران : إيران لها بالتأكيد بعض النفوذ في العراق وفي بعض الأحيان تتم المبالغة في هذا النفوذ.. يقول الناس في بعض الأحيان : إن إيران تسيطر على كثير من الميليشيات الشيعية. لكنني أعتقد أن نفوذ إيران محدود في حقيقة الأمر. وأبدى روبرت جيتس وزير الدفاع الأمريكي خيبة أمله إزاء عدم إنجاز المالكي التقدم المطلوب بخصوص المصالحة.. بينما دعت بغداد البلدين إلى التفاوض وعدم تسوية خلافاتهما على أرض عراقية. وربما كان من المفيد هنا القول : إن توجه المالكي إلى إيران جاء بعد أن زار تركيا ، حيث تعهد بشن حملة على المتمردين الأكراد الذين يستخدمون شمال العراق قاعدة لهم.. كما تزامنت زيارة المالكي لإيران مع اجتماع أمني بخصوص العراق يعقد في دمشق ، حيث دعا العراق السعودية وسوريا إلى وقف تدفق المقاتلين عبر حدودهما إليه.. المفاوضات التي بدأت الأربعاء وانتهت الخميس شاركت فيها أيضاً الولاياتالمتحدة وبريطانيا والأردن وإيران أيضاً.