ليس سهلاً على بوش الاعتراف بحرب فاشلة أو أن الحرب قد تم السير فيها وفقاً لقرار خاطئ بل إن ذلك ما ستقوله الادارة القادمة.. فكيف يمكن استقراء سياسات الادارة القادمة من خلال الانتخابات الرئاسية المزمعة في العام القادم.. يقول رودولف جولياني إنه لا يحبذ فكرة إقامة دولة فلسطينية فمن هو «جولياني».. رودولف جولياني هوعمدة نيويورك السابق والذي كان أمر عام 1995 وأثناء عمله كعمدة نيويورك بمنع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من حضور فعاليات ترعاها المدينة بمناسبة احتفالات الذكرى الخمسين لتأسيس الأممالمتحدة. وهو اليوم المرشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة عن الحزب الجمهوري . في مقال كتبه لمجلة «فورين أفيرز أو شؤون خارجية» قال جولياني إنه ليس من مصلحة الولاياتالمتحدة العمل على إقامة دولة قد تدعم الإرهاب، حسب تعبيره. كما اعتبر جولياني أن الحصول على دولة فلسطينية ينبغي أن يتم من خلال استمرار الإدارة الجيدة والتعهد بوضوح بمحاربة الإرهاب والعزم على العيش بسلام مع اسرائيل. مذكراً في الوقت ذاته أن الالتزام الأمريكي بأمن اسرائيل هو أحد الملامح الثابتة في السياسة الخارجية لبلده. جولياني استعرض في مقالته أيضاً سياساته الخارجية مشيراً الى أن دعماً أكثر من المطلوب تم تقديمه لتحريك المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، ومعتبراً أن ليس من مصلحة الولاياتالمتحدة، في وقت تتلقى خلاله تهديدات من الارهابيين الإسلاميين أن تسهم في إقامة دولة أخرى تقوم بدعم الإرهاب. يسعى الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش لإقامة دولة فلسطينية من خلال العمل على تقوية رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس والحكومة التي أمر بتشكيلها مؤخراً ويقودها سلام فياض. في ذات الوقت تتناقض تصريحات المرشح الذي ينتمي للحزب الجمهوري -والذي طالما عارض فكرة إقامة دولة فلسطينية -مع السياسات الأمريكية المعلنة والتي تدعو لإقامة دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع اسرائيل. وللتذكير فقط فإن مبادرة بوش لتأييد قيام دولة فلسطينية بغير جدول زمني ولا خطة واضحة المعالم لكيفية وضع حد للتعنت الاسرائيلي وممارسة الضغط الكافي على الاسرائيليين للجلوس على مائدة المفاوضات بغرض تحقيق تقدم فاعل في هذا الاتجاه يجعل الأمر يبدو كأنه والى حد لافت ربما شكل من أشكال ارتباط المسارين ..الوجود الاميركي في العراق والتلويح بالمساعدة في قيام دولة فلسطينية . واستناداً الى التصويت العربي في مؤتمر مدريد على جعل الولاياتالمتحدة الاميركية صاحبة الحل والعقد في التعامل مع هذه القضية واعتبار روسياوالأممالمتحدة والاتحاد الاوربي فيما يعرف باللجنة الرباعية بدرجة أعضاء مراقبين فقط يبقى من الطبيعي عربياً انتظار رواق المزاج الاميركي الموجه في الاساس نحو التزام اميركا الأخلاقي بحماية اسرائيل وأمنها أمر أساس لإنجاز أي تقدم في هذا المسار.. لكن (جولياني) إذاً والتي تتجه صوب رفض مبادرة بوش نحو حل الدولتين يمكن أن يستشف منها وبشكل ما أن جدولة الانسحاب الاميركي من العراق تقف على رأس قائمة أولويات الإدارة الجديدة جمهورية كانت أو ديمقراطية فالديمقراطيون أيضاً يرون أن التكلفة الاقتصادية الاميركية في الحرب على العراق والبقاء هناك باتت ظاهرة التأثير في المدى المنظور(2012م)والى حد ما على الحالة الاقتصادية في الداخل الاميركي وأنها - التكلفة لا تتناسب والأهداف المتوقعة من تلك الحرب . هذا يعني وبشكل آخر ربما تبخر مبادرة حل الدولتين ترافقا مع حدوث جدولة انسحاب اميركي من العراق ويبقى السؤال حول الأهداف التي حققتها المنطقة خلال الفترة من 2003 وحتى ذلك التاريخ.