هذا هو الخبر الصاعق الذي يتم تداوله الآن في الأوساط السياسية والدينية البريطانية، فقد أوردت الأنباء أن السلطات البريطانية أعطت الضوء الأخضر بخلق أجنة هجينة من خلايا بشرية وحيوانية ؛لاستخدامها في التجارب المختبرية والدراسات الطبية. ومن الطبيعي أن يثير هذا الموضوع حفيظة رجال الدين والأخلاق وحماة البيئة، وبالمقابل من الطبيعي أيضاً أن يتحمّس علماء السلالات والأمراض لمثل هذا الإنجاز القانوني، فكل طرف يمتلك الحجج والذرائع، فالمعارضون يعتقدون أن هذه الخطوة ستليها خطوات قادمة باتجاه تخليق أجنة بشرية صرفة، وما يستتبع ذلك من فساد يطال ميزان الحياة برمتها، فيما يقول المؤيدون: إن هذه الأجنة الإنسانية الحيوانية المخلّقة ستساعد في معالجة الأمراض المستعصية، وإن ما يفيض عن الحاجة سيعدم بعد تخليقه مباشرة !!. هل كان الإنسان يتصور يوماً ما أن الأساطير الإغريقية والرومانية قد تتحقق على الأرض؟ ، فالمعلوم أن الأقدمين تصوروا مخلوقات مزدوجة الهيئة “ إنسانية وحيوانية “، ويمكننا مشاهدة تلك المخلوقات في لوحات عصر النهضة، ونقرأ أوصافها في الكتب الدينية القديمة . يتلخّص الخبر بحسب وكالة اسوشيتد برس في “ أن هيئة علم الأجنة البريطانية قررت السماح بوضع عينة من الحمض النووي البشري في بويضات حيوانية، ثم إزالة مادتها الجينية سلفاً لتخليق خلايا منشأ، وخلايا المنشأ المعروفة أيضا بالخلايا الجذعية قادرة على التطور إلى أي نوع من الخلايا والأنسجة في الجسم، لكن استخدامها مثير للجدل وهو ما يجعل البعض يعارض استخدامها ؛ لأنها رغم وجودها في أنسجة البالغين إلا أن أكثر خلايا المنشأ قدرة على التحول هي الموجودة في الأجنة “. الخبر يمهد الطريق للشروع عملياً في تخليق أجنّة هجينة، والاستتباع المؤكد لذلك سنراه على الأرض، وربما حيث لا يتوقع أحد، فليت الأمر سيقف عند حدود التبرير الطبي على تهافته؛ ذلك أن مثل هذه الأبحاث ستنتقل فوراً إلى دهاليز الخفاء والتجارب السرية التي لا يعلم أحد إلى أين ستصل؟ وماذا ستفعل بنا؟. هذا ماحدث يوماً ما مع الطاقة الذرية التي سرعان ما تحولت إلى سلاح إبادة شاملة، والأجنة المُخلّقة مختبرياً ستقع حتماً بيد مافيات الزمن العالمي الرديء. [email protected]