النساء مصدومات لموقف أحزاب المعارضة الأخير والرافض تماماً لفكرة «الكوتا» كخيار ممكن لدعم المشاركة السياسية للمرأة في الانتخابات المقبلة النيابية. هل في الأمر جديد ؟ بالمرّة .. النساء هنّ النساء : مصدومات ومقصيّات باستمرار. والأحزاب هي الأحزاب : مشروع دائم ومستمر في نكث الوعود وخيانة أحلام وتطلعات المرأة. وعد سابق قطعته أحزاب اللقاء المشترك ، وفي مقدمتها «الاشتراكي اليمني» ، بالدفع باتجاه تمكين المرأة من الترشح أخذاً بنظام «الكوتا». بالطبع ، قيل حينها ومع طرح المشروع للنقاش والتحاور بين الأحزاب بأن «المؤتمر الشعبي العام» غير جاد في هذا الباب وكان «المؤتمر» هو من طرح الفكرة والمشروع. ومع تمسك «المؤتمر» بحق القطاعات النسوية في الأحزاب في مناقشة الفكرة فيما بينهم عطل ذكور أحزاب المشترك حوارات وخيارات النساء . وكان الرأي والمخرج حينها بأن الوقت ضيق ولم يعد يسمح .. والوعد بأن يصار إلى الأخذ بنظام «الكوتا» في الانتخابات النيابية. اليوم لايزال الوقت مبكراً جداً ، ويسمح بالراحة للوصول إلى إجماع حزبي وفق مقتضيات الوعد. ما حدث هو أن الأحزاب غيّرت النغمة ، وتنصلت من التزاماتها الأدبية والأخلاقية ، حتى إن الحزب الاشتراكي اليمني كان في مقدمة الرد!!. بالحرف الواحد قال نائب رئيس إعلامية الاشتراكي اليمني في فعالية مخصصة لمناقشة الحقوق الانتخابية للمرأة إن الحزب غير موافق على «الكوتا»!. كذلك فعل الوحدوي الناصري ، بل نقل عن العتواني «أمين عام الوحدوي الناصري مطالبته النساء بالانضمام لأحزاب المشترك قبل «أي كلام» في هذا الأمر!!. تحالف نسائي «وطن» استشعر الخيبة والخطر وأعلن عن خطة للتحرك والنزول إلى الشارع ، عطلها دخول الشهر الكريم. عموماً ، لايزال في الوقت متسع ، وشوّال قريب جداً .. وللنساء أن يقلبن الطاولة على الأحزاب وأن ينزلن إلى الشارع لممارسة حقهن في «النضال السلمي». فقط هل سيقبل حزب الإصلاح الاعتراف ب«النضال السلمي» للنساء ، على غرار «النضال السلمي» الذي أدوشنا به دون فائدة تذكر؟!. عليّ أن أفرد الحلقة القادمة كاملة لمناقشة الموقف الأخير لحزب الإصلاح من القضية .. لأن الأمر أكثر من «مذهل» بالفعل !. شكراً لأنكم تبتسمون