وضع زميلنا نزار العبادي الكثير من الملح على الجرح وهو يتحدث عن البيروقراطية كأول باب للفساد..! معك حق يانزار.. فالفساد ليس فقط نهب المال العام تحت ضوء الشمس .. وليس التلاعب في المناقصات والمزايدات .. وخلط التجارة بالوظيفة العامة.. الفساد أشكال وألوان.. وفي طليعته بيروقراطية من اعتادوا على أن يصطنعوا الزحمة بينما الخط فاضي.. لقد صرت مع أبسط معاملة في إحدى الجهات الحكومية أسأل نفسي «من معي في تلك الجهة..؟» مع أن القضية سهلة.. وأحياناً لا تتجاوز تسهيل المرور إلى أحد المكاتب من البوابة الرئيسة كما حدث مع نزار الذي اعترف بارتكابه خطأ التزوير الأبيض للمرور من البوابة السوداء وهو يعدّل في تأريخ ورقة الدخول.. البيروقراطية وتعقيد السهل أحد أبرز الطرق إلى فساد النوع الفاضح مثل الرشوة.. والمحسوبية واهتزاز الثقة بالقانون. بالمناسبة يحضرني سؤال لماذا تنتفخ أوداج بعض المسئولين بمجرد تعيينهم في منصب، مع أنهم كانوا قبل ذلك بسطاء في التعامل؟!. لماذا لا يتصدر دوامهم اليومي إطلالة على البوابة وبعض المكاتب ذات الشأن الحساس؟! فيسألون أصحاب المعاملات ويضربون أذرعة البيروقراطية أولاً فأولاً. إنهم يتواطؤون مع صناع البيروقراطية مع علمهم بأن الزحمة أو البيروقراطية الإدارية تفتح باب الوساطة والمحسوبية والرشوة.. ولقد لعن الله الراشي والمرتشي والرائش..!!