هذه حقيقة لابد أن يعرفها ضعفاء النفوس ممن يتوهمون بإعادة عقارب تاريخ 22مايو إلى الوراء! لقد جابهت الوحدة امتحاناً صعباً في صيف 1994م عندما شنت قوى الانفصال حربها، وانتصرت الوحدة بالتفاف الشعب وإرادته ولقنت عناصر الانفصال درساً بليغاً. وعندما يحاول البعض اليوم الإساءة إلى الوحدة بإثارة زوابع الاعتصامات واستحضار الأمراض الانفصالية والطائفية والقروية فينبغي أن يعرفوا منذ الآن بأنهم خاسرون لأن الوحدة محروسة بإرادة الله وجموع الشعب. وكان حرياً بهذه القوى أن تؤازر جهود الحكومة في استكمال إنجاح برامج الإصلاحات وحشد الطاقات وتوفير المناخات لجذب المزيد من الاستثمارات الوطنية، والخارجية.. بدلاً من أن تثير الاضطرابات وتعكير صفو السلام الاجتماعي والإساءة إلى استقرار الوطن. لقد كان فخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح واضحاً وهو يؤكد أن الوحدة اليمنية راسخة في وجدان وقلوب كل الوحدويين على امتداد الساحة الوطنية وعلى مختلف التوجهات والمشارب السياسية والحزبية. فضلاً عن رسوخها على الواقع، ولن تستطيع قوى الانفصال المساس بها مهما بلغ بهم حد التآمر على هذه الوحدة. لا خلاف بالطبع أن تكون ثمة اجتهادات وتباين في الآراء والمواقف بين مختلف الأحزاب، وهذه واحدة من أسس الأنظمة الديمقراطية، غير أن المهم أن يكون رحى هذه التباينات المنابر الصحافية والسياسية وتغليب قواعد الحوار على ماعداها من أوهام انسجاماً مع قواعد الديمقراطية ومبدأ التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع.