عقد أمس بمديرية البريقة محافظة عدن لقاء تشاوري، ضم قيادة وأعضاء السلطة المحلية بالمديرية و ممثلين عن فروع الأحزاب و منظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية وجمعاً من مواطني المديرية . وفي اللقاء الذي يأتي تعبيراً عن وقوف أبناء مديرية البريقة صفاً واحداً مع جماهير شعبنا اليمني ضد كل دعاة التقزم والفرقة والشتات وتأكيد استعدادهم للتضحية والفداء في سبيل الذود عن الوحدة المباركة باعتبارها ضمير الأمة وتجسيداً صادقاً لطموح الشعب للعيش في وطن آمن ومستقر من اجل بناء الدولة اليمنية الحديثة .. جرى مناقشة عدد من القضايا التي تهم المواطنين والتداعيات التي شهدتها بعض المناطق جراء ارتكاب اعمال خارجة عن النظام والقانون و افتعال الفوضى ومحاولة إثارة النعرات المقيتة لإذكاء نار الفتن والنزاعات بين أبناء الشعب الواحد . وفي اللقاء تحدث رئيس جامعة عدن الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور بكلمة أكد فيها أهمية ان يخرج هذا اللقاء بالتصورات والرؤى الواضحة من قبل السلطة المحلية بكل مكوناتها . وهنأ الجميع بالعيد الوطني الذي يأتي بعد مرور 19 عاماً حافلة بالإنجازات من عهد الوحدة اليمنية المباركة . وقال :" هذه الوحدة منجز وطني وقومي مشرف وعظيم، لم تأت منة من أحد او عن طريق الصدفة بل جاء ميلادها ترجمة لإرادة الشعب الواحد و تتويجاً لنضال طويل وحركة تاريخية اجتماعية سياسية وصل بها المواطنون جميعاً الى نقطة اقتنعوا أن الحل ليس في بقاء الشطرية وإنما في دولة الوحدة سواء الذي وقع الاتفاقية يوم الوحدة او من شاهد الحدث عبر التلفاز وتفاعل معه وغمرته مشاعر البهجة والسرور" . ولفت إلى ان مطالب المواطنين تحتاج من السلطات المحلية وجميع مسؤولي وحدات الجهاز الإداري للدولة الى النظر اليها بكل اهتمام وصبر لمعالجتها .. مبيناً في ذات الوقت أن معالجة معظم تلك المطالب تقع بدرجة رئيسية على عاتق السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة . وتطرق بن حبتور إلى حيثيات وأبعاد الدعوات المشبوهة لإعادة الوطن إلى ماضي التشطير البغيض وحقيقة أهداف المخططات التآمرية لبعض المأزومين والمتاجرين بقضايا الوطن . وقال :" كلنا سمع ان هناك مجموعة من الأصوات التي كانت تطالب بمجموعة من المطالب الحقوقية، وتصاعدت هذه المطالب وتحولت من مطالب حقوقية الى قضية سياسية تم الافصاح عنها بشكل واضح بالتزامن مع احتفالات شعبنا بالعيد الوطني التاسع عشر للوحدة اليمنية المباركة،عندما بثت قنوات فضائية لقاءات وكلمات لمجموعة من العناصر الحاقدة والتي أصبحت خارج التاريخ، وشعبنا اليمن بأكمله يعرفها جيداً وأهدافها التآمرية حق المعرفة. مشروع تآمري واستطرد قائلاً : " لقد أنكشف من خلال ماطرحته تلك العناصر اهداف المشروع التآمري التي تسعى تلك العناصر المقيمة في الخارج وبعض الأصوات الصغيرة في الداخل تنفيذه بغية المساس بأعظم منجز تحقق لليمن في تاريخه الحديث ". وقال :" يريدون أن يدخلوا هذا الوطن في معترك وصراع دموي كبير من خلال هذا المشروع الذي يتحدثون عنه، فهو ليس مشروعا وطنياً على الإطلاق وليس مشروعاً له علاقة بأخلاقيات الواقع والمجتمع وليس له مشروعية ولا قانونية ولا سياسية ولا اخلاقية واجتماعية، فالمشروعية الوحيدة التي يحملها هذا المشروع هو أنه يريد ان يقودنا الى حرب طاحنة يدار رحاها بين المواطنين والإساءة إلى تلك المطالب التي طرحت على الطاولة اكانت هذه المطالب شرعية او غير شرعية ". وتابع قائلاً :" القيادة السياسية بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح والدولة والحكومة تعاملت بمسئولية عالية مع المطالب وحرصت على حل هذه القضايا بمافي ذلك معالجة قضايا المنقطعين والمتقاعدين والتي كلفت الخزانة العامة للدولة 52 مليار ريال ". ومضى قائلا :" ولكن ان تستغل هذه القضايا المطلبية المشروعة من قبل البعض ويحاول الانحراف بها إلى قضايا سياسية غير مشروعة فهنا فعلاً مكمن الخطر الذي سيداهم الكل إذا لم يلتحم المواطنون بشكل واع ومسئول لدرء هذا الخطر، كون الوحدة الوطنية والدفاع عن مكاسب الوطن ليس واجباً وطنياً مناطاً بمسؤول أو حكومة أو حزب فحسب، بل قضية وواجب على كل مواطن. مشروعات صغيرة وتابع رئيس جامعة عدن قائلاً :" نحن سبق وإن سمعنا مثل تلك الأصوات النشاز من قبل فقد ظهرت علينا منذ 67م واستمرت الى 69م وبعدها في 71م وتلاحقت في 78م وبعدها في عام 80م ، والجميع يعرف هذه التواريخ، وبعدها جاءت كارثة احداث 13 يناير 1986م المأساوية، ومايطرح اليوم هو امتداد لتلك لمشروعات بمافيها مشروع الجنوب العربي الذي تبناه الاستعمار للتنكر للهوية اليمنية وسلخ الشطر الجنوبي عن الوطن اليمني وتصدى له أبناء شعبنا ببسالة في حينه ". وأشار إلى أن هذه المشروعات وإن تم التلاعب بالصيغ والعبارات في صياغتها فإن مضمونها واحد ولم يختلف على الإطلاق . جرائم مأساوية وحذر بن حبتور من خطورة المشاريع التآمرية التي تستهدف نشر ثقافة الحقد والكراهية وبذور الفرقة والشتات لإحياء الفتن والصراعات التي لاتقود إلا التهلكة . ولفت إلى أن ماتطرحه العناصر الحاقدة اليوم يندرج ضمن هذه المشاريع المنبوذة . وقال :" مايطرحه اصحاب مشروع التشرذم اليوم، من ادعاءات ومسوغات لمشروعهم كلاماً سبق وأن سمعناه منهم وكنا نسمعه قبيل تنفيذهم لمشاريع صراعات دموية سابقة". واستطرد قائلاً :" سمعنا مثل هذا الطرح ضد قحطان الشعبي حيث كانوا يصفونه بالعقبة الكأداء لتطوير المجتمع المدني الجنوبي أو الديمقراطي آنذاك ورغم أن الأمور كانت تسير بشكل طبيعي في ظل قيادة الرئيس قحطان الشعبي إلا أنهم ازالوه بيسر وسهولة وبعدها لم تسر الأمور على ما يرام، فالوقائع والأحداث تتالت، وقالوا بعدها: إن محمد علي هيثم هو العقبة الكأداء «زيحوه وإلا رحتوا إلى القاهرة وخارجتوه بايكون احسن» وأزاحوا محمد علي هيثم وبعد فترة قالوا ماهي العقبة بعد محمد علي هيثم العقبة هو سالم ربيع علي ومجموعته وظلت الفتن والصراعات تتالى دون هوادة ونحن كنا جزءاً من هذه الأحداث ونكتوي بنارها وجرائمها المأساوية ". وأعرب عن ارتياحه لمستوى الوعي لدى المواطنين ومختلف قوى المجتمع بحقيقة واهداف ومخاطر هذه المشاريع التدميرية للوطن والمواطن . شأن داخلي وأضاف :" لايتوهم أحد بأنه يمكن أن يكون هناك حل اقليمي أو دولي لأن أية تداعيات تحدث في اليمن هي شأن داخلي وتحدث داخل البيت الواحد وفي حال أصرت العناصر الحاقدة على تنفيذ مشروعها التآمري ستكون محصلته إذكاء نار الفتنة والصراع بين أبناء الوطن ". وخلص إلى القول :" ننصح أصحاب الرأي الذين فعلاً خلطوا الأوراق أن يبتعدون عن خلط الكذب بالحقيقة ويحاولون زرع الوهم في عقول البعض ويوهمونهم أن الوحدة خلاص ستنتهي لأن السلطة المركزية ضعيفة فهذا الكلام خارج حسابات المنطق فالوحدة ستظل كونها محصنة ومحمية بإرداة جماهير الشعب وليس بقوة الدولة أو ضعفها. مدير عام المديرية كما ألقى مدير عام مديرية البريقة رائد عبشل كلمة أكد فيها موقف أبناء المديرية الرافض والمستنكر للدعوات المشبوههة لعناصر الردة والإنفصال وسيكونون مع جماهير شعبنا وقيادته السياسية في السراء والضراء على درب الديمقراطية والتنمية. وأشار إلى ان عقد هذا اللقاء التشاوري يستهدف مناقشة كافة القضايا التي سيتم رفعها الى سكرتارية المجلس المحلي بالمحافظة واللجنة التي تم تشكليها من قبل فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية. كلمة المرأة كما ألقت المواطنة عفيفة محمد سعيد نعمان كلمة المرأة أكدت فيها ان إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو مثلت تحولاً تاريخياً في حياة ابناء اليمن ورفعت من شأنه ومكانته بين الأمم وكانت الحلم الذي ناضل من أجله الشعب اليمني من أقصاه إلى اقصاه حتى تحققت في 22 مايو 1990م لينتهى بذلك إلى الأبد التشطير والفرقة والتشرذم لأبناء الوطن اليمني الواحد" . وقالت :" أصبحت اليمن بهذا الانجاز العظيم رقما يحسب له الحساب وحضوراً فعالاً ومؤثراً على المستوى العربي والدولي .. مؤكدة أن الوحدة محروسة ومحمية بإرادة ابناء هذا الشعب الذي يحمل في جوفة قيم الوفاء والاخلاص لمبادئ وطنه ومكاسب ثورته الخالدة 26 سبتمبر و14 أكتوبر وهي صفات مكنته من دحر وإسقاط كل المؤامرات والدسائس التي واجهته على مدى العقود الماضية وتشهد بذلك الملاحم البطولية التي سخرها شعبنا دفاعاً عن ثورته واستقلاله ووحدته ". وأضافت : ولذلك فإنه لا نأبه لتلك الأصوات النشاز من أذيال ومخلفات الماضي التي تحاول الرجوع إلى الوراء والنيل من ثوابتنا الوطنية عن طريق اثارة الزوابع والترويج للنعرات المناطقية والشطرية والعنصرية". ومضت قائلة :" إن تلك الأصوات ليست سواء فقاعات صابونية سرعان ما تتلاشى في الهواء ولذا لايمكن بأي حال من الأحوال أن تؤثر أو تمس عظمة الوحدة اليمنية الراسخة رسوخ الجبال والمصانة بإرادة الله سبحانه وتعالى ثم بتلاحم شعبنا الأبي". كما ألقى المسئول السياسي بفرع المؤتمر الشعبي العام بعدن سعيد أغبري كلمة أكد فيها أن شعبنا اليمني لن يسمح لأي حاقد المساس بثوابته الوطنية وفي مقدمتها الوحدة المباركة .. مذكراً بالمؤامرات التي حيكت ضد الوحدة من قبل قيامها وما قامت به عناصر التشرذم والعمالة من محاولات عديدة للنيل من وحدة الوطن ومنجزاته إلا أن شعبنا وقف لها بالمرصاد. بعد ذلك فتح باب النقاش، حيث طرح المشاركون في اللقاء التشاوري العديد من القضايا والهموم المتصلة باحتياجاتهم من مشاريع الخدمات وقضاياهم وهمومهم المختلفة .