ليس كذباً عندما نقول إن اليمن خسرت برحيل الشيخ/عبدالله بن حسين الأحمر، رئىس مجلس النواب، رئىس التجمع اليمني للإصلاح واحداً من الزعامات اليمنية التي استطاعت بذكاء وحكمة أن ترسي قيماً حقيقية للمسؤولية الوطنية، وتسهم في بناء الثورة والانتصار لأهدافها، وتجنب الوطن الكثير من الويلات التي كادت تعصف بكل قيم البناء والمحبة والتسامح والوئام والسلام الاجتماعي التي قامت الثورة اليمنية المباركة من أجل تحقيقها، وقدمت في سبيلها التضحيات الجسام.. إن الوطن وهو يودع اليوم الشيخ الحكيم عبدالله بن حسين الأحمر إلى مثواه الأخير يتذكر الدور الوطني العظيم الذي لعبه الراحل عند قيام الثورة وأثناء الدفاع عن النظام الجمهوري والقضاء على آخر الفلول الملكية الكهنوتية التي حاولت إجهاض الثورة والعودة بالوطن إلى العهد الاستبدادي البائد، وطمس شمس الحرية التي أعلنت عند بزوغ فجر أيلول، وهو الدور الذي أدّى في نهايته إلى رمي كل مخلفات الأمس إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليها. ولاشك ونحن نتحدث عن هذا التاريخ النضالي المحفور في ذاكرة الثورة والجمهورية والوحدة نتذكر في الوقت نفسه أبرز المحطات والمواقف الواضحة التي قدمها وعبر عنها وشارك فيها الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في مسيرة بناء الوطن الجمهوري وتحقيق الوحدة اليمنية الخالدة وترسيخها، والدفاع عن قضايا أمته الإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والتي يجمعنا الأمل في تسجيلها بوضوح في صفحات التاريخ وتعريف الأجيال القادمة بها لتكون عوناً لهم في مسيرة النضال الثوري العربي في قادم الأيام والسنين. لقد جمع الشيخ عبدالله رحمه الله وأسكنه بإذنه تعالى فسيح جناته طيلة مسيرته النضالية الوطنية سيرة عطرة غنية بالمآثر والمواقف المتزنة غير المتعصبة إلا للوطن ومصالحه العليا والتي لا شك ستكون مرجعاً للأجيال الحاضرة والمستقبلية للاهتداء والاقتداء بها في مسيرة البناء والتعمير الوطنيين.. وجعلها نافذة نستبصر منها ونستضيء بها في طريقنا المشرق بإذن الله تعالى المتجه صوب استكمال مسيرة بناء الثورة التي قادها وانتصر لمفرداتها الحية المناضلون الشرفاء من أبناء الوطن الواحد ومنهم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر؛ الذين رووا بدمائهم شجرة الحرية وأوصلوا صوت الثورة الهادر إلى ال22 من مايو الأغر. إن من أنصع وأصدق الشهادات التي نسجلها اليوم، والوطن أرضاً وشعباً، يودع علماً بارزاً في سماء الوطنية وكتاباً متألقاً في جمع الشمل وتوحيد الكلمة هي تلك الروح الثورية والوحدوية التي تجسدت في شخص الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر قولاً وعملاً وحقيقة. تغمد الله فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا وأهله وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.