مائة مليون بني آدم عربي.. هم فقط عدد الأميين من أمة اقرأ.. وهذا يعني وفق أرجح الاحتمالات أن نسبة الثلث تقريباً من المواطنين العرب يرفلون في الأمية ولا يستطيعون «فك الخط».. أمجاد ياعرب أمجاد..! التقرير السنوي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ويبدو الاسم مطاطاً بعض الشيء، بالقياس إلى حالة المنطقة العربية المخاصمة للتربية والثقافة والعلوم رصد تراجعاً فاحشاً في نسبة التعليم، وتقدماً أفحش في مستوى الأمية والجهل. بنهاية العام 2007م بلغ الأميون العرب الرقم «100» مليون.. وهناك من يعتقد بأن المنظمة العربية أرادت أن تتفاءل أو تخفّف من الإحباط، وإلا فإن الرقم أكبر من ذلك بكثير، وهذا يعني أن الشيء الوحيد الذي يزدهر ويتقدم في منطقتنا العربية هو «الجهل»! قد يقول أحدكم: لابأس، والمهم أن شيئاً ما يتقدم بخلاف واقعنا العربي المتأخر على الدوام! ولاحظوا أن العام الماضي فقط وصلت أسعار النفط مستويات قياسية لم تعهدها منذ عقود، وأن سعر البرميل ناطح سقف المائة دولار أمريكي. ماذا يعني ذلك؟ ببساطة يعني أن ارتفاع أسعار النفط وزيادة أرباح ومدخولات المنطقة العربية تتناسب عكسياً مع مستوى التعليم وأعداد المتعلمين العرب. والصورة هكذا: كلما بعنا النفط بأثمان باهظة، كلما انعكس ذلك سلبياً على واقع ومعيشة السكان ومستوى الخدمات المختلفة والأساسية، ومنها التعليم.. وهي حالة فريدة لا مثيل لها ولا توجد إلا لدى العرب، حيث النعم يستحلن نقماً، والثروة تعود بالجهل والفقر والمرض.. وربما الاحتلال أيضاً! لدينا نحن العرب، لانزال نتحدث عن الأمية بمعناها البدائي، حتى لا يلتبس عليكم الفهم فتظنون عكس الحال، وقد صار العالم يقرن الأمية بأمية الحاسوب والمعلوماتية والتعليم الالكتروني، ولكن مالنا وللعالم المتخلف هذا؟ الأمية عربياً كانت وتظل تُعنى بالكتابة وفك الخط لاغير أمة محافظة على التقاليد نحن.. أليس كذلك؟! حسناً إذاً: مائة مليون عربي أمي، والبقية إما بطالة أوسياسيون، وإما فنّانون وراقصات، وإما مواليد لم يبلغوا سن التعلم بعد.. وبقينا بطائفة المجانين.. وهؤلاء هم وحدهم المتعلمون في هذه البلدان.. ولذلك جُنُّوا!! شكراً لأنكم تبتسمون