ذات يوم غير بعيد حالك العشوائية خاض اثنان من الركاب معركة مع بعضهما بدأت بعد الإقلاع من مطار القاهرة وامتدت تداعياتها المتقطعة حتى هبطت الطائرة في مطار صنعاء بحفظ الله .. وتدخل بعض الركاب الطيبين الذين رددوا أغنية نادية مصطفى «الصلح خير». وبين الحين والآخر يلفت نظرك مغادرة راكب بجوارك باتجاه كبينة قائد الطائرة.. ومن هناك يعود بوصف للمشاهدة المتميزة من مقعد الطيار وماتيسر مما يحمله قائد الطائرة من رائحة الحبايب في اليمن.. غصن قات أو كدمة مثلاً.. والسبب معروف.. الكابتن معرفة أو صاحب صاحبه.. ولا أزال أتذكر ذات مرة أن الطائرة تأخرت في مغادرة أرض مطار صنعاء في الموعد المحدد ولفترة لافتة للنظر مستفزة لأي شخص يلتئم داخل جمجمته شيء من دماغ.. والسبب أن صاحبنا الوجاهة المتوسطة الوزن والمقرب طلب ذلك بالتليفون. وغير خافٍ على أحد أن هناك من يحجز على مقعد في الدرجة السياحية ثم تجد شخصاً من مقدمة الطائرة يغمز له فإذا هو يحتل مقعده ضمن ركاب الدرجة الأولى.. فقط لأنه معرفة عند زعيط أو معيط. ومازلت حائراً كيف أن التكييف واحد في كل المقاعد وعدد الركاب محدود.. ومع ذلك يحصل البعض على البطانية في الرحلة الليلية ويتعقد الطلب علي البعض الآخر بمبرر نفاد الكمية.. أين ثقافة خدمة الراكب ومجاملة الوجاهات الرجالية أو حتى الحريمية قد تحدث في بعض شركات الطيران لكن عندما ينكشف الأمر يلمس الناس إجراءات عقابية كما حدث ذات مرة حينما أوقف وزير الطيران المدني في دولة شقيقة اثنين من الطيارين عن العمل لأنهما سمحا للممثلة «رغدة» بدخول كابينة القيادة. كانت هناك مخالفة.. لكن اختراع «اضبط» لم يكن في إجازة.