كم هي عدد أسواق القات المنتشرة في تعز وجميعها لا تحمل أدنى مواصفات سوق بل زريبة أغنام إن صح التعبير تلك الأسواق يصرف فيها المواطن ملايين الملايين من الريالات تعود على أصحابها بالربح الوفير ، ومع هذا لا نجد سوقاً حقيقياً كون جشع أصحابها المؤجرين جعلهم لا يخصصون ولو جزءاً يسيراً من تلك المبالغ في تحسينها بحيث تمثل واجهة المدينة.. «الجهيم الاشبط دي لوكس الحوبان العسكري » سلسلة طويلة من الأسواق كلها صورة طبق الأصل من الآخر ، من حيث الازدحام والقاذورات وانتشار الأمراض التي تنقلها الحشرات «كالقمل» التي أصبحت مصدر قلق للسكان القاطنين جوار سوق الجهيم بحسب عاقل السوق الذي أشار إلى أن انعدام وجود حمامات في السوق حّول أجزاء من أركانه إلى حمامات مفتوحة لكل من باغتته بطنه وقرقرت أمعاؤه بكثرة الطعام إلى إلقاء فضلاته في أقرب زاوية وركن من السوق .. ولايتورع بعض مرتاديه ممن هاجمته الضرورة إلى تفريغ حمولته من البول على جدران السوق ، لتنبعث منها الروائح الكريهة التي يشتمها المارة وتلازم يومياً الموالعة من باعة ومشترين.. فإذا كانت تلك الأسواق تمثل الدجاجة التي تبيض ذهباً فلماذا لا يتم تحديثها، وتوزيع الباعة فيها بشكل منظم؟ ، بحيث تقضي على حالة الفوضى التي يسببها الازدحام الشديد ، وما ينجم عنه من سرقات وتفشي الأوبئة ، ونزاعات .. فلا يخلو يومُ فيه من شجار قد يصل حد رفع السلاح الأبيض والاسود وغيرهما. أصحاب الأسواق لايقلون شأناً عن المتنفذين من حيث الوساطة والقدرة على عرقلة أية إجراءات قد تتخذ في نقلها إلى خارج المدينة أو إلى أسواق يفترض ان تتبنى السلطة المحلية إقامتها ، ونذكر كيف أنه بعد أن نقل سوق الأشبط إلى خارج المدينة بعد الشكاوى المستمرة التي كانت تصدر منه وذلك بقرار من المحافظ السابق الحجري وجدناه يعود من جديد وإلى جانبه تنشأ سوق أخرى أسوأ منها موقعاً وازدحاماً .. ! مواصفات ومقومات الأسواق الأنموذجية لاوجود لها -حالياً- في كافة أسواق القات التي تحتاج إلى إعادة النظر أو قرار شجاع من المحافظ أبو راس لنقلها إلى خارج المدينة حتى لا تشكل بازدحامها الشديد إرباكاً اكثر لحركة السير وتتحول إلى مرتع للسرق والبلاطجة. في الأخير كنا بالعدد السابق قد تناولنا اسواق القات والمظهر غير اللائق الذي تظهر عليه وبدلاً من تجاوب الجهات المختصة في تنظيمها بحيث تظهر بشكل يليق بالمدينة وجدنا مديرية المظفر تمنح ترخيصاً جديداً بافتتاح سوق قات في قلب المدينة وهو المكان الذي انتقدنا فيه تراكم اكوام القمامة.. صحيح إنها اسواق زبالة.