قرأتم .. كما قرأنا خبر توجيهات محافظ الحديدة القاضي أحمد الحجري بالقبض على مالك أحد الفنادق بالمحافظة ومديره لاتهامهما بفتح مرقص وبار.. وكذلك القبض على أربع راقصات عراقيات ولبنانيات وترحيلهن .. وإحالة مدير مكتب السياحة بالمحافظة للتحقيق .. كثيرون - يشكلون الغالبية – أسعدهم الخبر .. وأشادوا بالمحافظ .. وبعض قد يكونون – قله قليلة – لم يعجبهم ذلك وعذرهم في اعتراضهم على السياحة وكيف يجب أن يكون هناك انفتاح .. ولكن بشروط لتشجيع التسويق السياحي !! الذين باركوا ذلك .. وصفقوا لتوجيهات المحافظ .. تمنوا لو يتم تعيينه محافظاً لمحافظة عدن لأنه سيوجه بإحالة عدد من مالكي الفنادق والنوادي الليلية .. وسيرحل عدداً كبيراً من الراقصات “الشرقيات” .. وسيكشف مستور كثير من الفتيات ومنهن صغيرات السن اللاتي يتركن بيوتهن في محافظات مختلفة وتتوجه بعضهن إلى تلك الفنادق والنوادي .. وبعض منهن يهربن مع رفيقات ورفاق السوء إلى حيث الملذات والكسب الرخيص !! وكما يبدو أن أجراء المحافظ الحجري قد حرك ما كان جامداً عند مسئولي المكاتب السياحية ولذلك هاجم مكتب السياحة في الأمانة فنادق وأماكن تمارس نفس التخصص ووصل الأمر إلى دبي الإماراتية وقرأنا جميعاً عن ضبط ما يزيد عن المائة من بائعات الهوى ! السؤال .. مازال قائماً .. هل السياحة .. تاريخ .. وعراقة .. وأصالة . وآثار .. ومدن ساحرة .. ومواقع فاتنة .. ومنتجعات ممتعة .. وشواطئ رائعة .. وهدوء .. وأمن .. وأمان .. وخدمات مكتملة .. وشوارع نظيفة .. وإجراءات منظمة .. وفنادق راقية .. أم أنها مراقص ونواد ليلية !! لاحظوا جيداً .. أن كثيراً من «الطحاطيح» يعرفون جيدا ًما يحدث في العلن .. وعلى دراية كاملة بما يفعله بعض «المريشين» في «الفلل» الخاصة .. وماذا تعمله بعض «المتاجرات».. ومع ذلك لا يتجرأون على فعل شيء .. ويتحولون فجأة إلى رجال أمن “مشدودين” .. حين يلجأون إلى اعتراض رجل مع زوجته يمشون أمام الملأ على قارعة الطريق على السيارة .. أو حين يحشر أحدهم رأسه وفمه المملوء بالقات إلى داخل السيارة من الزجاج الأمامي ليقول للسائق وبجواره زوجته وأولاده : البطاقة العائلية موجودة !! نحن لا نحتاج – فقط – لمثل توجيهات القاضي الحجري .. نحتاج – أيضاً – لمديري أمن يعرفون كيف يهذبون بعض رجالهم .. وكيف يعلّمونهم طريقة تأدية المهام بدون استعراض عضلات أو التلويح بالأجهزة الاتصالاتية أو استخدام مفردات تخدش الذوق العام!! ونحتاج إلى أن نعرف هل السياحة السبب .. أو أنها العذر والغطاء لعمل منظم يفسد المجتمع؟!