بمناسبة إحياء ذكرى اليوم العالمي لمكافحة السرطان في بلادنا في الرابع من فبراير كان لا بد لنا من وقفة مع هذا المرض الخطير بشكلٍ عام وأسبابه ومسبباته في بلادنا بشكلٍ خاص وبخاصة أنه في الفترة الأخيرة تزايدت أعداد حالات السرطان في بلادنا بشكلٍ مخيف . إن هذا المرض الخبيث لا يقل شأناً عن بقية الأمراض الفتاكة بحياة الإنسان ، إنما يتحمَّل المواطن اليمني المسئولية الكبرى في عملية الوقاية منه بعد التوعية من قبل الجهات المسئولة كوزارة الصحة العامة والمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان ووزارة الإعلام وكل الجهات ذات العلاقة بمخاطر هذا المرض من خلال تبني ندوات ومحاضرات في الأماكن العامة وفي الجامعات والمدارس والمساجد وتضمينها في المناهج الدراسية وعمل البروشورات والمطويات والإعلانات ذات الطابع التوعوي بمخاطر هذا المرض ، لأن هذه هي الطريقة المثلى للوقاية منه. إننا نعلمُ جميعاً أن من أهم مسببات السرطان في بلادنا الاستخدام المفرط للمبيدات والأسمدة الزراعية وبخاصة في زراعة القات وبعض الخضروات والفواكه ، كما أن تعاطي السجائر والشيشة والشمة يُعدُّ أيضاً من الأسباب الرئيسية كما أشارت التقارير لأن الإصابة بالمرض تتركز بصفةٍ رئيسية في سرطان الرئة التي يتسبب بها التدخين ، كما أن الملوثات البيئية كدخان وعوادم المصانع والسيارات لها دورها أيضاً في الإصابة بهذا المرض كما أن التعرض للإشعاعات الكهرومغناطيسية وأشعة الشمس بشكل مفرط يشكل مساعداً رئيسياً للإصابة بهذا المرض . إن مشكلة الأمراض السرطانية في بلادنا لا زالت تشكل تحدياً حقيقياً وصعباً لكل الجهود الرسمية والأهلية التي تبذل في سبيل المواجهة مع هذا المرض الفتاك ، لأن أعداد المرضى تفوق بكثير الإمكانيات المتاحة للجهات ذات العلاقة بالسرطان ، كما أن تكاليف علاج هذا المرض تشكل عبئاً ثقيلاً لا تستطيع أسر المرضى تحمله . إنني ومن خلال حديثي هذا لا أنتقص من أعمال المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان والمركز الوطني للأورام اللذين يبذلان جهوداً جبارة لا يُستهانُ بها من أجل احتواء هذا المرض ولكن نتمنى من القطاع الخاص والمنظمات الدولية بذل المزيد من الجهود لإنشاء مراكز إضافية متخصصة في العديد من المحافظات والمدن الثانوية لتخفيف الضغط على العاصمة ، كما أن هذه دعوة للجهات الرسمية بتبني فتح حساب خاص يكون عبر الاتصالات سواء الثابتة أو المحمولة بحيث يتمكن المواطن من التبرع بالمبلغ الذي يستطيعه بالاتصال أو عن طريق إرسال رسالة SMS كما نُشاهد في بعض الدول لأن هذه الطريقة سهلة ولا تستدعي بذل أي جهد فالتبرع لصالح هذه المؤسسات المتخصصة في علاج هذا المرض أولى من إعطاء بعض القنوات الغنائية وغيرها مبالغ مالية طائلة عبر رسائل لا معنى لها إنما تستفيدُ منها هذه القنوات لتحقق أرباحاً سريعة . إن الجهود التي تُبذل من قبل الحكومة أو من قبل فاعلي الخير من القطاع الخاص جهودٌ يجب أن يُشكر فاعلوها لما لها من مدلولات إنسانية تعمق معنى الأخوة وتُدلّلُ على مدى أهمية التعاونِ بين الحكومة والمجتمع والقطاع الخاص والمجتمعِ أيضاً والأفرادِ فيما بينهم ، لذلك يجب أن لا نتردد في دعمِ هذه المراكز متى ما سنحت الفرصة ويجب أن نجعل من الآية الكريمة «وما تقدموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند الله » أساساً نرتكز عليه في الدعم لهذه المراكز .