الفراغ من أكبر التحديات التي تواجه الشباب والطلاب بل عامة الآباء والأمهات وحتى الجمعيات والحكومات، فالشباب والفتيات يواجهون سلسلة من المعاناة والتوتر النفسي والغثيان تدفعهم دفعاً إلى العبث الفكري والأخلاقي من جهة، وإلى السطحية والتفاهة والخمول من جهة أخرى. فكثير من أبنائنا بسبب ضعف التربية والتحصين الفكري من الثقافات الغربية الهدامة لديه القبول والقابلية لمزيد من التيارات والأفكار الجامدة الهادفة إلى السقوط في مهاوي الضياع واللامبالاة. إن إهدار الوقت نوع من التخلف الفكري والتربوي الذي يضرب جذوره في واقع الأمة، بيد أن إهمالنا للعمل وأداء الواجب فساد يفرز سلبيات تجعل من الحياة لا معنى ولا قيمة لها وبلا طموح وهدف؛ لذلك من أجل القضاء على ظاهرة الفراغ لابد من وضع برامج متنوعة تقف أمام إقرارها الحكومات والمدارس والجامعات ولاسيما في الإجازات عبر التوسع في المكتبات الثقافية وإنشاء أماكن للترفيه والتسالي والتمتع بالمناظر الخلابة للحدائق والمتنزهات والاستراحات السياحية إضافة وهو المهم العمل على انشاء مشاريع زراعية خاصة بالشباب، وهي نوع من أنواع الرفع من المستوى الاقتصادي والثقافي وإزالة ظاهرة التناقض الوهمي بين مفهومي الترفيه والإنتاجية ومن الضروري الحرص على تعميق الوعي الاقتصادي في الشباب كإحدى الوسائل المهمة في الارتقاء بالجدية والإيجابية في العمل. إن العناية بالوقت ثقافة وسلوك حضاري وتربوي وإحساس بقيمة الوقت وبداية التصحيح والإصلاح الاجتماعي وبعث الهمم من الشباب والطلاب نحو خلق عامل التأثير والريادة في المجتمع، والتعامل بفاعلية مجدية مع تربية الشباب بطرق حديثة ومتطورة، فاذا كان الفراغ أو الإجازات المدرسية كما ذكرنا آنفاً تعد أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات التربوية، فهي في نفس الوقت من أكبر الفرص التي يمكن استثمارها وتوظيفها بطريقة فاعلة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» أخرجه البخاري في كتاب الرقاق. ومن أجل الاستغلال للفراغ أو الإجازات أو التقاعد لابد من الاهتمام بالجانب الذاتي الفكري والثقافي عبر التجديد والإبداع والانخراط في المشاريع الموجهة للشباب، فهذا العصر مليء بالمتغيرات وتجددات العولمة بقنواتها المختلفة والتفكير في مشاريع إبداعية واقتصادية مع مراعاة اهتمامات الشباب والطلاب والفتيات والاستيعاب الأمثل لخصائص المراحل العمرية والفروق الفردية في القدرات والتطلعات، وتحقيق مبدأ التنوع والتكامل في المشاريع التربوية والاقتصادية، بل إن من أهم جوانب تربية الشباب والطلاب العناية بغرس حب المسؤولية في الشباب، فإن الشعور بالمسؤولية هو الطريق الصحيح لتربية الشباب وإصلاحهم مما يبعد عن الشباب مرض الاتكالية والسلبية والفساد ويدفعهم للتصدي لعوامل النزوع نحو الانحرافات والممارسات الشاذة.