انتهى هاجس الامتحانات النهائية وأسدل الستار على عام دراسي كامل ويدخل الفراغ عاملاً رئيساً بل من أكبر التحديات التي تواجه الشباب والطلاب بل وعامة الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات ويواجه الجميع معاناة القلق والتوتر النفسي تدفعهم إلى العبث الفكري والفوضى والسطحية والخمول. الكثير من شبابنا وأبنائنا وبناتنا بسبب ضعف التربية والتحصين الفكري من الثقافات الغربية الهدامة لديهم القبول لمزيد من التيارات والأفكار الجامدة الهادفة إلى الضياع واللامبالاة. إن إهدار الوقت نوع من التخلف الفكري والتربوي الذي يضرب جذوره في واقع الأمة بيد أن إهمالنا للعمل وأداء الواجب فساد يفرز سلبيات تجعل من الحياة لا معنى لها ولا قيمة ولا طموح ولا هدف ومن أجل القضاء على ظاهرة الفراغ لابد من وضع برامج متنوعة في الإجازة الصيفية هذا العام عبر التوسع في المكتبات الثقافية وإنشاء المخيمات الصيفية وأماكن للترفيه والتسالي والتمتع بالمناظر الخلابة والمتنزهات والاستراحات السياحية إضافة إلى إنشاء مشاريع زراعية خاصة بالشباب وهو نوع من أنواع الرفع من المستوى الاقتصادي والثقافي بهدف تعميق الوعي الاقتصادي في الشباب والطلاب أثناء الإجازة الصيفية كإحدى الوسائل المهمة في الارتقاء بالجدية والإيجابية في العمل. إن العناية بالوقت ثقافة وسلوك حضاري وتربوي وإحساس بقيمة الوقت باتجاه تربية الشباب بطرق حديثة ومتطورة. الفراغ والإجازة المدرسية الصيفية من أكبر التحديات التي تواجه المؤسسات التربوية والتعليمية وأكبر الفرص في توظيفها بصورة جادة وفاعلة ولهذا قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم :«نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» أخرجه البخاري في كتاب الرقاق. ومن أجل الاستغلال الإيجابي والمبرمج للإجازة الصيفية لابد من الاهتمام بالجانب الذاتي الفكري والثقافي عبر التجديد والإبداع والانخراط في المشاريع الموجهة والمحددة للشباب والطلاب وهذا يأتي ضمن ما تحدده المؤسسات التربوية والتعليمية أيام الإجازات الصيفية عبر المخيمات الصيفية وإسهام الشباب والطلاب في الأعمال الاقتصادية والاجتماعية والنشاط التربوي وهذا هو من الجوانب المهمة في تربية الشباب والطلاب والفتيات عبر الأعمال المدرسية والمشاريع الاقتصادية بما لهذه الجوانب من مظاهر ايجابية في غرس حب العمل والانتماء والمساهمة الفاعلة بما يبعد الشباب والطلاب عن ظاهرة الخمول والإتكالية والابتعاد عن التيارات الفكرية الغربية المنحرفة. ونجدها فرصة ندعو فيها المؤسسات التربوية ممثلة بوزارة التربية والتعليم ومكاتبها في المحافظات إلى استغلال الإجازة الصيفية في عقد اجتماع تربوي يخصص لظاهرة الرسوب في المدارس ووضع المعالجات الصائبة والخروج برؤية تربوية ووثيقة تربوية تحدد المخارج العملية لهذه الظاهرة.