من الأسباب الأساسية لانحراف الشباب فكرياً واجتماعياً ووطنياً التربية السلبية للشباب سواءً في محيط الأسرة أو المدرسة أو ما يتصل بالاسرة.. ودورها في مراقبة الشباب والعناية بهم فكرياً وثقافياً وتعميق قيم الولاء الوطني والاسهام الاقتصادي لمنظومة النهضة الاقتصادية والتنموية بالإضافة إلى ارتباط الشباب بالندوات العلمية والثقافية وتهيئة الأجواء لمشاركة الشباب في خطط التنمية وحماية الوطن من أي استهداف خارجي يهدد الاستقرار والوحدة الوطنية ويتصدى لأي عمل عبثي مضر بالوطن والمواطنين واعتبار الوسطية في الإسلام مطلباً أساسياً يهدف إلى تحقيق العدل والمساواة.. ويجمع العديد من المحللين والمفكرين أن العوامل المحورية لظاهرة الانحراف الفكري للشباب هي احجام الشباب والمثقفين والطلاب عن القراءة الذاتية وضعف اداء بعض المؤسسات التربوية عن مسئولياتنا التربوية والتعليمية وبالتالي أدى ذلك إلى ضعف العطاء الثقافي الذاتي لدى الشباب وكان من السهولة بمكان انغماس الشباب إلى ممارسات غير سوية ترمي بهم في أمراض اجتماعية مع وجود الخواء الفكري والتحريف الثقافي الغربي والاحباط النفسي لدى الشباب وقتل في ذواتهم الرغبة في القراءة وحب المعرفة .. وتعد البطالة من أولى الأسباب الرئيسية للانحراف الفكري والاتجاه نحو الكتب المنحرفة العربية والعبارات المتطرفة والقنوات الفضائية ذات النزعة المجونية والعطاء الغنائي المبتذل والرخيص وما تمثله من خطورة فكرية وثقافية واجتماعية وسياسية. ومن أجل التصدي لظاهرة الانحراف الفكري ودرء ومخاطره الاجتماعية والفكرية بين اوساط الشباب والطلاب لابد من الاستيعاب والفهم العميق لما جاء في القرآن الكريم كمدرسة فكرية ودينية وتدبر معانيه ومحاربة ظاهرة الغلو والتطرف واتباع الوسطية التي من شأنها التمسك بتعاليم ومبادىء الدين الإسلامي ومثله العظيمة والتصدي لكافة الأفكار الهادفة استلهام اصول الحداثة والعولمة التي تحمل جينات الانحراف الفكري الغربي. إن المهمة الدينية الآن أمام الشباب والطلاب هي التوجه إلى الثقافة الذاتية لثمار المطابع من المؤلفات والكتب العلمية والبحثية والدراسات التاريخية والتي من أهم اسهاماتها تربية النشء الجديد والابتعاد عن ظاهرة الحقد والكراهية وسوء الظن والعداء التاريخي لاي ثقافة وفلسفة أو رؤية مغايرة لثقافتنا وتعاليمنا وتاريخنا الإسلامي وحضارتنا وقيمنا الإنسانية. ولعله من المفيد أن تستغل الاجازة الصيفية لاحتضان الشباب والطلاب في انشطة فكرية وثقافية وقيامهم بزيارات للمكتبات الثقافية والعامة وتنظيم الأماسي الادبية والصباحيات الشعرية والقصصية بموهوبين من الشباب والطلاب ولاسيما في حضرموت حيث تترافق الاجازة مع مهرجان البلدة السياحي وبرنامجه مليء بالأنشطة والفعاليات .. ولابد من استغلال بعض الأوقات في شهر رمضان الكريم لانشطة نوعية دينية وثقافية وفكرية.