أسباب الانحراف الفكري تقوم على محورين أساسيين: التربية السلبية للشباب سواء في محيط الأسرة أو المدرسة أو ما يتصل بالأسرة ودورها في مراقبة الشباب والعناية بهم وحثهم على المشاركة في البرامج والندوات العلمية والثقافية وتهيئة الجو الأسري التربوي المناسب بل إن الوسطية في الإسلام مطلب أساسي يهدف إلى تحقيق العدل والمساواة إلا أنه من الملاحظ أن المربين وأولياء الأمور يتعاملون مع ظاهرة العقاب بالشدة والقسوة في التربية والتعليم في التصرفات الإدارية المدرسية والمهم هنا أن يسود العفو وإشاعة روح التسامح والوفاق. ومن الأسباب والعوامل المساعدة على الانحراف الفكري انغلاق عقول الشباب وعدم الانخراط في التجمعات الشبابية والمشاركة في الأعمال الإنتاجية إضافة إلى غياب بعض المؤسسات التربوية والتنصل عن مسؤولياتها فأصبحت أماكن لحشو المعلومات في عقول الشباب لا تقدم عطاءً فكرياً نافعاً وإنما ضرب من ضروب الخواء الفكري والتحريف الثقافي الأجنبي بالإضافة إلى الإحباط النفسي لدى الشباب وبعض المفاهيم الخاطئة وعدم وجود المنتديات الأدبية لاحتواء الشباب ولتحفيز فيهم رغبة القراءة والمعرفة. كما أن البطالة أحد أسباب الإنحراف الفكري وظاهرة الفراغ سبب آخر ومدعاة للانزلاق إلى الانحراف الفكري مع وجود بعض الكتب المنحرفة الغربية والتيارات المتطرفة والقنوات الفضائية ذات النزوع إلى الرقص والغناء الرخيص وخطورتها فكرياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً والعمل على ترسيخ القواعد الشرعية المهمة والمستمدة من روح ديننا الإسلامي الحنيف وقيمنا وحضارتنا العربية والإسلامية والعمل على تربية النشء الجديد على كراهية الطرف الآخر وسوء الظن به والعداء لأي ثقافة مغايرة لثقافتنا وتقاليدنا وتاريخنا الإسلامي. ومن أجل التصدي الحازم لظاهرة الانحراف الفكري ودرء مخاطره الاجتماعية في أوساط الشباب والطلاب لا بد من الاستيعاب والفهم العميق لما جاء في القرآن الكريم كمدرسة فكرية ودينية وتدبر معانيه إضافة إلى محاربة ظاهرة الغلو والتطرف واتباع المنهج الصحيح الوسطي الذي يفضي إلى التمسك بتعاليم ومبادئ الدين الإسلامي وغرس وتعميق مقاصد الشريعة الإسلامية التي تهدف بالأساس إلى نقاء النفس البشرية المعصومة بسمات ومُثل الدين الإسلامي الذي يعتبر دين بناء لا هدم وتخريب إضافة إلى اهتمام شبابنا بتناول القضايا الشرعية بإسهاب وتمعن من قبل العلماء والمفكرين وتسليط الأضواء على أصول وأحكام شرعية نحن في أمس الحاجة إليها وهي في المحصلة الأخيرة حماية وصيانة الشباب والمسلمين عموماً من شرور الغزو الفكري والثقافي الغربي الذي يحمل جينات الانحراف الفكري. سالم شيخ باوزير