الشباب هم ركيزة من ركائز نهوض وتقدم وتطور الأمة العربية والإسلامية وعماد نهضتنا الاقتصادية والاجتماعية والتنموية وتتبارى الدول والأمم فيما بينها في تأهيل وتوظيف هذه الشريحة الهامة والواعدة لتحجز لنفسها مكاناً متقدماً في منظومة مسيرة الأداء الاقتصادي.. سالم شيخ باوزير ومن الحقائق التي تفرزها الخارطة الجغرافية السكانية أن أمتنا العربية والإسلامية تقف اليوم على اعتاب مرحلة تاريخية بامتلاكها أكثر من 40% من سكانها شباباً واعدين ومؤهلين وقادرين على مواجهة التحديات الاقتصادية والمخاطر التي تهدد نمو وتقدم الأمة العربية. إن عطاء الشباب يتوقف بصورة أساسية على مايمكن أن يقدمه هؤلاء الشباب وما حققوه من نجاحات علمية وعملية ودراسية يؤهلهم تقديم النموذج الأمثل وتحمل المسئولية والتحرر بشكل قاطع على ظاهرة الترهل والتأمل في واقعنا دون اللهاث والجري المحموم وراء أحدث الصرعات والأغاني والموسيقى الماجنة والسيارات الفارهة والمصطلحات الأجنبية الفاسدة والمنحرفة. العديد من الدراسات والأبحاث الاجتماعية الصرفة تناولت العوامل المؤدية إلى انحراف الشباب عن جادتهم السليمة والانزلاق إلى ماهو أخطر على مستوى دورهم الشبابي المرحلي المطلوب ومنها اقتصاد السوق الحر الذي أصبح مسيطراً على العالم وتفاقم البطالة والفقر والفساد إضافة إلى الثورة الإعلامية العالمية التي كسرت كل الحواجز ونقلت إلينا قيماً متناقضة مع ديننا الإسلامي الحنيف وتراجع دور التربية الدينية سواء في المدارس أو في محيط الأسرة وغيابها في الجامعات وإهمال الآباء والأمهات في القيام بدورهم في التنشئة والمراقبة والرعاية والتوجيه مما صرف الشباب والطلاب عن مهماتهم الدراسية والعلمية والتعامل مع معلومات سطحية عبثية معادية لتوجهنا المقدس والإسلام. وعن الممارسة لبعض السلوكيات الغربية المنحرفة أكدت هذه الدراسات أن من أولى معطياتنا وأسبابها الفشل الدراسي والتمرد عن الأسرة والخروج عن قيم مجتمعنا العربي والإسلامي والخروج عن الألفة الاجتماعية، وترى بعض الدراسات أن التغيير الاجتماعي والتكنولوجي السريع يؤدي في حالاته إلى قصور النظم الاجتماعية عن القيام بوظائفها بكفاءة في الوقت الذي أضرت التغييرات السريعة في العصر الحديث وأتت بظروف أخرى عاصفة أطاحت بالكثير من عوامل الاستقرار التقليدي وبدأت متطلبات الأنشطة الاقتصادية الحديثة تترك آثاراً عميقة على حركة السكان وأنماط المعيشة الحضرية. وفيما يتعلق بظاهرة جنوح الشباب والانحراف السلوكي أوضحت أن من بين أسبابها غياب التوعية الفكرية والسياسية للشباب على مستوى المدارس والمجتمع وعدم اهتمام الشباب الطلاب أنفسهم بالثقافة الذاتية والقراءة في المكتبات العامة والمدرسية ضمن النشاط اللاصفي. والملاحظ إلى واقع شبابنا وطلابنا وحتى طالباتنا نجد أن الاهتمام بهم يكاد يكون محصوراً في أضيق نطاق وهو التعليم على ما يعتريه من القصور وقلة الإمكانات فليس غريباً أن تنتشر بين هذه الفئات الكثير من السلوكيات السلبية والتي أسبابها الفراغ الذي يعيشه الشباب في الإجازات الصيفية وتزايد أعداد العاطلين الذين يقعون في فخ الظواهر المنحرفة. وما تتعرض له أمتنا العربية والإسلامية من غزو فكري مركز يستهدف الأخلاق والدين والثوابت والمرتكزات حددت هذه الدراسات جملة من الحلول للتصدي لمثل هذه التحديات والغزو الفكري والسلوكيات المنحرفة منها تحصين الشباب والطلاب حتى يتمكنوا من مواجهة هذه التحديات وإنشاء المراكز الثقافية وتوفير السبل الكفيلة لمحاربة الغزو الفكري عبر الصحافة المدرسية والندوات الفكرية والارتقاء بدور البيت والمدرسة ووسائل الإعلام لتحديد أضرار السلوكيات الغربية والغزو الفكري الغربي وتطوير قدرات المعلمين والمعلمات وأداء رسالتهم التربوية بكفاءة واقتدار.