لو ألقينا نظرة فاحصة ودقيقة على جيل اليوم من الشباب والطلاب ولاسيما طلاب الجامعات والثانويات والتعليم الأساسي لوجدنا وبحسرة وندم أن السلوك والأخلاق لم تكن على المستوى المطلوب والمؤمل من هذه الشريحة عماد المستقبل والتنمية..ما عكس نفسه سلباً على مستوى التحصيل العلمي والوعي الفكري والثقافي قياساً بمستويات الأجيال السابقة الدراسية والمبادرات الطوعية بالرغم من توفر الوسائل التعليمية والدراسية الحديثة وسهولة الحصول على المعلومات مع انتشار الخدمات الاعلامية التقنية الحديثة. مانلاحظه اليوم هو تفشي الظواهر السلبية وانحراف الكثير من طلابنا متأثرين بما تبثه القنوات الفضائية العربية والأفكار المنحرفة تحت تأثيرات المرحلة والحداثة وتسببت هذه الظواهر السلبية في رسوب الكثير من الطلاب في الامتحانات النهائية الأخيرة للعام الدراسي الماضي وانقطاع البعض عن مواصلة دراستهم في ظل غياب الآباء والادارات المدرسية وغياب النشاط الثقافي والفكري والندوات التعريفية بمهمات الشباب والطلاب في هذه المرحلة مع مارافق هذه السلوكيات السلبية المخيبة من انتشار ظاهرة التسرب من المدارس والتعامل السيء للجوالات المحمولة لاسيما أثناء الدراسة والأدهى من كل ذلك إقبال الشباب والطلاب على برامج القنوات الفضائية الغربية والعربية ولاسيما المواد الهابطة والإباحية في الشبكة العنكبوتية وتأخر الشباب والطلاب عن أداء الصلوات أو عزوف البعض عن أدائها وعدم التزامهم بالواجبات الدراسية مما أدى ذلك إلى التأثير على المستوى الدراسي العام. والمهمة التعليمية تقع في الدرجة الأولى على الآباء والأمهات والادارات المدرسية ومجالس الآباء والعمل على تطوير أداء المدارس والجامات عبر تكثيف النشاط الثقافي والفكري والرياضي والمسرحي وإطلاق العنان للمكتبات المدرسية ان تحدث نوعاً من الاهتمام والإقبال لدى الطلاب وتعميق حب القراءة والاطلاع المستمر لدى الطلاب والطالبات وإدخال تطورات ومستوى خطط وبرامج الاذاعات المدرسية وارتباط التعليم بالتربية الحديثة نحو التعليم الجيد والمعلم الجيد. وهي دعوة مخلصة إلى تضافر الجهود من قبل الأسرة والمدرسة والطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات ومكاتب التربية والتعليم وبالذات التوجيه الفني وتوفير الأجواء الصحية للطلاب والتخفيف من الصعوبات والعوائق التي تثبط همم الجميع لأداء هذه الرسالة التربوية من حيث إلغاء ظاهرة الازدحام العددي في الصفوف الدراسية ومتابعة مستوى تنفيذ وانجاز الصفوف الاضافية المعتمدة من العام الماضي. وتعميق العلاقة بين المدرس والأسرة والمعلم والطلاب لما من شأنه تحقيق مستوى دراسي متقدم وشباب وطلاب يسهمون في البناء والتنمية الشاملة وخدمة الوطن والمجتمع والتصدي للمخاطر والتحديات التي تهدد مسيرة التنمية والوحدة والديمقراطية.