من أهم المشاكل تعقيداً التي تواجه المدرسة والطلاب والآباء في سنوات الدراسة ضعف مستويات التحصيل العلمي والدراسي وهو التحدي الرئيس الذي يهدد مستقبل الطلاب بيد أن الحياة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتعليم وتطوره وهذا مايجعل ضعف التحصيل الدراسي كارثة تهدد العملية التربوية والتعليمية. المدرسة مهمتها دفع الطلاب إلى الاهتمام الجدي بالاستذكار والانضباط الدراسي والتعامل بجدية مع اللوائح المدرسية وتذليل المصاعب والهموم والظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تعيق الطالب عن أداء مهامه الدراسية وتؤدي أحياناً إلى العزوف عن الدراسة وعلى الآباء ألا يتركوا الحبل على الغارب حتى لايحدث الانفلات والرسوب والفشل الدراسي والطالب نفسه يتحمل مهمة أخرى هي بذل أقصى الجهود لتحقيق معدلات معقولة تؤهله إلى الفوز. وعلى الجانب الآخر يشكل تأهيل المعلمين والإدارات المدرسية الحلقة المركزية في إدارة دفة العمل التربوي والتعليمي إضافة إلى الاهتمام بالنشاط الثقافي والرياضي والمكتبات المدرسية لتطوير مدارك الطلاب فكرياً وثقافياً وزيادة معارفهم السياسية والذخيرة اللغوية والتعبير فوجود ظاهرة ضعف التحصيل الدراسي في صفوف الطلاب والطالبات يمثل هاجساً مزعجاً للآباء والأمهات وهنا لابد من تقييم متواصل لأداء المعلمين وحرصهم على التحضير الجيد والبعيد عن العشوائية والعبثية والوقوف بشدة أمام القصور والاهمال وكيفية تعامل المعلمين والمعلمات مع المناهج الدراسية والطلاب بطرق تربوية حديثة بعيداً عن العنف والعقاب أو الطرد والألفاظ النابية التي تعمق في الطلاب التمرد والفوضى وقد أوصى المربون والمعلمون الأكفاء باتباع الأساليب التربوية السليمة والناجعة دون الأساليب القاسية التي تؤدي إلى تذمر الأبناء وفشلهم ورسوبهم في الاختبارات على اعتبار أن استخدام القسوة والزجر في تربية الأبناء غير مفيدة ولا تؤدي إلى تنمية شخصية وسلوك الأبناء بل تثبط من عزيمتهم وتخلق في نفوسهم غريزة الانتقام أو الهروب من المدرسة. ومن الأسباب الأخرى لمعالجة هذه الظاهرة مساعدة الطلاب والطالبات على الارتقاء بقدراتهم الفكرية والعقلية والثقافية من خلال قراءة المجلات والصحف وتخصيص حصة كاملة للقراءة ضمن الجدول الأسبوعي مع ضرورة الارتقاء بتجربة الإذاعة المدرسية وتقييم الخطة الإعلامية دورياً. ولعله من المفيد مع ملاحظة اتساع رقعة ضعف مستوى التحصيل الدراسي على مستوى المراحل الدراسية الأساسي والثانوي والجامعي والمعاهد والتعليم الأهلي أن تعمل وزارة التربية والتعليم ومكاتبها في المحافظات على الاستعانة بالخبرات العلمية والتربوية والأكاديمية والجامعية لإعداد دراسة تربوية علمية نفسية حول الأسباب المؤدية إلى استفحال ظاهرة تدني مستوى التحصيل الدراسي والخروج بحصيلة من الرؤى والمقترحات القيمة للعودة إليها من قبل الإدارات المدرسية ومجالس الآباء وتكون هي الفيصل للقضاء أو التخفيف من تفشي هذه الظاهرة.