- أجمعت الكثير من الدراسات والأبحاث النفسية على المخاطر التي يشكلها العنف والعقاب البدني على التفوق الدراسي من الناحيتين الاجتماعية والنفسية حيث أوجد العديد من التربويين بدائل للعقاب بإنتاج أساليب تربوية بيد أن عزوف الطلاب وبالذات الأطفال عن الدراسة واحدة من أهم المخاطر التربوية على نفسية الأطفال بل يؤدي الإطناب.. في تبني العنف كوسيلة من وسائل التربية اليومية إلى تفشي ظاهرة هروب الأطفال من مدارسهم. - ومن هنا فالطرق التربوية الحديثة استبعدت نهائياً اللجوء إلى العنف والقسوة والعقاب البدني كحل جذري لمعالجة اخطاء العمل الدراسي اليومي مما سبب ذلك في تدني مستوى التحصيل الدراسي والرسوب في الاختبارات لهذا أوصى المربون إلى ضرورة العمل على انتاج الطرق والأساليب التربوية ذات الأثر السريع لمعالجة المشاكل التربوية والدراسية. وما نلاحظه هنا على مستوى مدارس التعليم الأساسي بالذات لجوء الكثير من المعلمين والمعلمات إلى تبني العنف والعقاب البدني جانباً هاماً في تعاملهم اليومي بصرف النظر عما تسببه هذه الأساليب البالية والعنيفة من انعكاسات سلبية على حياة فلذات أكبادنا حيث يظل العنف والقسوة والزجر والطرد من المدرسة ممارسات تربوية يومية من قبل المعلمين والمعلمات على التلاميذ حتى لأتفه الاسباب مثل التأخير عن الطابور الصباحي أو عن الحصص بعد الاستراحات أو وبالنسبة للزي المدرسي حيث يلجأ المعلمون والمعلمات إلى طرد التلاميذ وحرمانهم من اليوم الدراسي والدخول مع الآباء في حوار قد لا يصل بهم إلى علاج ناجع لهذه الظاهرة أو تلك المشكلة نتيجة للعقم الثقافي والفكري لكثير من الآباء وغياب الفهم للأخطاء الاجتماعية التي قد تنشأ من ممارسة هذا النوع من العقاب وتدني مستوى فكر المعلمين لخطورة العقاب البدني نفسياً واجتماعياً ،وتربوياً. ويتجسد اهتمام وزارة التربية والتعليم في بلادنا في الحد من ممارسة مبدأ العنف والعقاب البدني بديلاً عن الأساليب التربوية بل أدت الكثير من اللوائح والقرارات التربوية والوثائق الى منع العقاب البدني واستبداله بعقاب تربوي يؤدي الغرض المطلوب ولا سيما في أوساط الأطفال ،فظاهرة العقاب والزجر والقسوة والكلمات النابية من بعض المعلمين وحتى المعلمات تعمق من فهم الطلاب بل والعمل على تثبيت هذه القاعدة على أنها اتجاه تربوي. لهذا فإن مهمة الإدارات المدرسية ومجالس الآباء والأسرة والمعلمين بقضايا التربية والتعليم في العمل على الحد من ممارسة المعلمين والمعلمات للعنف والعقاب البدني كإحدى الحلول اليومية بل ان الأطفال ترهبهم ظاهرة حمل المعلمين للعصا ناهيك عن العقاب المباشر ، وعلى وزارة التربية والتعليم ومكاتبها في المحافظات والمديريات وفرق التوجيه التربوي تنظيم دورات تعريفية للمعلمين والمعلمات حديثي العمل في التربية والتعليم بكيفية التعامل مع الأطفال ومتى يعد العقاب البدني ضروريا حتى لا يتحول العقاب البدني إلى وسيلة لتنفيذ مصالح شخصية.