تلعب الأسرة الدور الرئيسي في الارتقاء بمستوى الأبناء في التحصيل الدراسي والوصول إلى الهدف المنشود ليس على صعيد المدرسة بل يتعدى ذلك إلى التربية الصحيحة في السلوك العام وتحديد الاتجاهات العامة نحو المستقبل الدراسي المأمول فدور الأسرة إلى جانب من الأهمية ونسج العلاقة المتطورة مع المدرسة سيؤدي في المحصلة الأخيرة إلى النجاح تجاوزاً لأية اسقاطات أو فشل دراسي. وانطلاقاً من نظرية الأسرة كشرط مهم لتربيةالأبناء على أسس تربوية حديثة أفرزت العديد من البحوث والدراسات التربوية الحديثة الأثر الإيجابي للدور التوجيهي للأسرة والمدرسة في آن واحد وموضحة في ذات الوقت الأسباب التي قد تؤدي إلى النجاح أو الفشل والعوامل المساعدة لاجتياز الطلاب مواطن الخطر والرسوب ومن بين هذه العوامل والأسباب اهتمام الآباء بأبنائهم فترة العام الدراسي والجلوس معهم يومياً ومعرفة مستوى أداء الطلاب لواجباتهم الدراسية ووضع برنامج للمذاكرة وأداء الواجب إضافة إلى ربط هذا الاهتمام بالزيارة الدورية للمدرسة والجلوس مع الإدارة المدرسية والمعلمين ومعرفة المستوى الدراسي إضافة إلى الحرص على السلوك العام وعدم السهر الطويل والمعاشرة الحسنة بعيداً عن رفاق السوء وقد ذكر بعض الباحثين أن مجمل الدراسات التي تمكن المختصين التربويين من اجراءها في هذا الاتجاه التربوي أكدت بصورة قاطعة ومؤكدة أن انضباط الطلاب اليومي للدراسة وحضورهم الطابور الصباحي والاستماع للتوجيهات والمشاركة في النشاط المدرسي ساعد على وجود أسس وخصائص الترابط الديكتيكي بين المدرسة ومجلس الآباء وعمق من مداميك العملية التربوية وقضى علي مظاهر الغياب والتسرب والرسوب فعلى سبيل المثال لا الحصر في الولاياتالمتحدةالأمريكية أجريت دراسة علي 300 طفل وخلص البحث التربوي إلى حصيلة مفادها أن 47% من الأطفال ينتمون إلى أسر تعاني من خلافات داخلية أدت بالمقابل إلى ضمور في المستوى الدراسي العام بسبب الشقاق وبعد وجهات النظر لهذه الأسر. وعلى الاتجاه السلوكي الأخلاقي للطلاب وهو محل الصدارة في التربية والتعليم اتبع الباحثون عدة أساليب مختلفة لدراسة الانحراف السلوكي للطلاب ودور الآباء في هذا الأمر ودراسة الانحراف العقلي والنفسي لقياس مدى نسبة الإجرام أو الانحراف السلوكي قبل استفحاله ودخوله منحدراً أخلاقياً خطيراً. ولا يفوتني هنا ونحن قد دلفنا إلى أهم زاوية من زوايا التربية والتعليم ان نؤكد لما للإدارات المدرسية من أهمية في التربية ليس في التحصيل الدراسي وانما في توسيع مدارك الطلاب وتنمية مواهبهم واتباع رغباتهم الفكرية عبر إطلاق العنان للنشاط الرياضي واللاصفي الثقافي والفني والمسرحي والمكتبات المدرسية بهدف تنمية ذخيرتهم اللغوية إذ أن ما نراه من المستوى العام في أوساط الطلاب للتعليم الأساسي أو الثانوي وحتى الجامعي في التعبير الانشائي لا يساعد كثيراً على تحقيق تطور معرفي وثقافي بالرغم من وجود معلمين ومعلمات ذوي كفاءة لغوية والسبب هنا عزوف الطلاب عن القراءة واستغلال الإمكانيات المتوفرة في المدارس من حيث المكتبات المدرسية والمجلات الحائطية والأنشطة المختلفة وماتبثه الإذاعة المدرسية يومياً من أحاديث ومعلومات تصب في اتجاه المعلوماتية والمعرفية وفي الأخير فإن الإشراف اليومي من قبل مكاتب التربية والتعليم والتوجيه الفني التربوي ومجالس الآباء على سير الدراسة ودور الإدارات المدرسية وأداء المعلمين والتحضير اليومي لموادهم هو المصدر الرئيس لأي نجاح، والإهمال لهذا الجانب يأتي بنتائج سلبية .. بينما الأساليب التربوية المتبعة في كثير من المدارس بجوهرها العام تحمل أسلوب العنف والعقاب البدني المجحف الذي يؤدي إلى عزوف الطلاب بل وغيابهم وبروز ظاهرة رد الفعل من قبل الطلاب في حين أن هناك أساليب تربوبة يؤدي الغرض المطلوب العمل بها جنباً إلى جنب مع العقاب البدني والمعقول.