الكثير من المدارس بصورة عامة لا تتعامل بصورة عقلانية مرنة مع الطلاب فيما يتعلق بالعقاب والثواب, بل إن اللجوء إلى أسلوب العنف التربوي مباشرة قبل الأساليب التربوية فيه تجاوز لكثير من الأمور المتعلقة بالتربية والتعليم, بيد أن الثواب هو الأسلوب التربوي الأجدى والأنفع مع الطلاب.. لكن ما أكدته الكثير من الدراسات والأبحاث التربوية الحديثة أن العقاب يجب أن يكون متدرجاً وملائماً للسلوك الخاطئ, وألايكون عقاباً مبرحاً ولا متكرراً, ولا يطال الجزء العلوي من الجسد, ولا في حالة انفعال حتى لا يتحول العقاب إلى ضرب وحشي, أو في اليد حتى لا يعرض الطالب إلى مكروه, وأن يكون العقاب بالتساوي أو بالإهانة والزجر. فهذه أساليب تربوية خاطئة تؤثر سلباً على نفسيات الطلاب, وقد أفرزت الأساليب التربوية الخاطئة حالات من الظواهر السيئة كظاهرة التسرب والهروب من المدارس والمعاكسات, وأكدت الكثير من الأساليب التربوية الحديثة جدواها في التعامل مع أخطاء الطلاب, ولاسيما الأطفال مثل حرمانهم من اللعب باللعبة التي يحبها, وحرمانهم من من التلفاز ولكن لفترات معقولة ومقبولة, وإذا لم تُجدِ مثل هذه الأساليب يمكن اللجوء إلى الضرب غير الوحشي ولا المبرح, مع ضرورة التعرف بصورة جدية وتربوية على خصائص نفسيات الطلاب والصغار بالذات والتعامل معهم بما يتلاءم وحجم الخطأ وظروفهم العائلية والمادية. والأسرة تشكل الجزء الرئيسي والمساعد للمدرسة في القيام بدور تربوي وتعليمي مماثل تجاه تربية وتعليم أبنائهم وبناتهم, وتحقيق المستوى التعليمي والتربوي على نحو مماثل لما تقوم به المدرسة.. وكذا التزام الأبناء والبنات مما تحدده المدرسة من أجندة تعليمية وأنشطة ثقافية وفكرية واحترامهم لإدارة المدرسة والمعلمين والمعلمات بصورة خلاقة ومبدعة. على الجانب الآخر يتحمل الآباء والآمهات مهمة الإشراف المباشر على مستوى أبنائهم وبناتهم الدراسي وتفاعلهم مع أنشطة المدرسة, والقيام وبصورة شهرية لزيارة المدرسة؛ للوقوف على مستوى الأبناء والبنات واللقاء مع الإدارة المدرسية والمعلمين والمعلمات لمعرفة المستوى العام وأية ملاحظات حول سلوك أبنائهم وبناتهم. وعلى جانب آخر من المسألة التعليمية يدخل مجلس الآباء والآمهات في المدرسة كعامل مهم في الدفع بنشاط المدرسة ومتابعة القضايا المتعلقة بالمبنى المدرسي ومستوى الأبناء والبنات, والدفع بالنشاط التعليمي, والحرص على التزام الإدارة المدرسية والمعلمين والمعلمات لأدائهم المدرسي وتحقيق المستوى الدراسي المطلوب, والحث على أن يكون العقاب سبيلاً تربوياً نحو التربية الصحيحة بعيداً عن العنف.