الفضائيات الإعلامية العربية منها والغربية تشكل بيئة الإنسان والشباب والطلاب الفعلية وفي شكلها المفرط والسيئ وهذا مايؤدي إلى وجود مخاطر سلبية تؤدي أحياناً إلى تحطيم القيم والتقاليد وتؤدي في غالب الأحيان وعلى مستوى المدارس والطلاب إلى التمرد العبثي والعصيان ونتائج سلوكية لا سوية تنعكس على مستوى البناء والتحصيل العلمي والسلم الاجتماعي والأمني والانتماء والولاء الوطني والهوية الثقافية الحضارية بفعل تمادي الطلاب والشباب بإفراط وغلو في التعامل مع ثقافة الاستهلاك والفضائيات بموادها الإعلامية المنحرفة والفاسدة أحياناً.. وربما يؤدي ذلك إلى سلخ الهوية العربية الإسلامية من أبنائنا وشبابنا وأطفالنا من الإدمان المفرط في مشاهدة هذه البرامج والتفاعل معها يعد تعبيراً عن هوس طفولي وشبابي، وهذا تعبير خاطئ على مستوى تشكيل وصياغة فكر الأبناء بدءًا بالمنزل وانتهاءً بالمدرسة ومروراً بمحطات سلوكية مهمة في مسيرة العملية التربوية والتعليمية..وهذه مهمة تقع على العديد من المؤسسات التربوية والإدارات المدرسية والآباء والمربين والضالعين في شؤون التربية والتعليم وتطوير أساليب ووسائل التوعية المعرفية والثقافية في أوساط الطلاب والشباب من قبل جهات تربوية ضالعة في شؤون التربية تنمي لدى الطلاب والشباب القيم الأخلاقية النبيلة والسلوك الاجتماعي وتنمي السلوك الإنتاجي بدلاً من الاستهلاكي المدمر وظاهرة التطرف والتمرد المدرسي لدى الشباب والطلاب والانسياق وراء الانفلات والعصيان وبالتالي عدم الانصياع للنظم الإدارية والمدرسية واللجوء إلى الإغراء والتبذير والتخريب. ومن هنا نقول: إن العمل الجاد المطلوب هو تعميق التواصل التربوي بين المدرسة و عبر بوابة مجالس الآباء والأمهات وتكوين علاقة تربوية تسهم في حل الكثير من المشاكل المدرسية والارتقاء بمستوى التحصيل الدراسي وارتباط الطلاب بمدارسهم والتعامل بصدق مع توجيهات الإدارة المدرسية والمعلمين لما يؤدي في المحصلة الأخيرة إلى خلق أسرة واحدة والتجسيد العملي لكافة التوجيهات المدرسية. والأهم من كل ذلك أن يشكل النشاط الثقافي على مستوى مدارسنا الأساسية والثانوية جانباً محورياً في النشاط العام وخلق الذهنية الفكرية لدى أبنائنا وفلذات أكبادنا والشباب عماد التقدم والتطور الاجتماعي والتنمية الشاملة. وهنا فالأمر مرهون أساساً بوجود الإدارة المدرسية الكفوءة والمعلم الكفء والمؤهل تربوياً وثقافياً لزرع في وجدان الأبناء والطلاب حبّ الدراسة وحبّ الوطن والانتماء وحبّ القراءة والتطلع إلى مزيد من النجاحات التربوية والتفكير الجدي في الوصول إلى مستويات أعلى في السُلم التعليمي ونزع ظواهر اللامبالاة والعمل الجيد والتجسيد المثالي للسلوكيات الخلاقة.