تلعب الأسرة دوراً كبيراً في حماية ووقاية أبنائها من خطر الانحراف الفكري بشتى صوره الغربية والحداثية، وتوفير سبل المناعة والوقاية الضرورية لما من شأنه الارتقاء بدور الأبناء والطلاب والشباب فكرياً وثقافياً واقتصادياً في إرساء دعائم التنمية الشاملة والتصدي لكافة الثقافات التحريضية الهدامة لاسيما وهم يعيشون المرحلة الراهنة ظاهرة الانفتاح العالمي والأزمة الاقتصادية المالية العالمية والانفتاح على كل الثقافات المنحرفة المضرة بمقومات اللغة العربية والهوية العربية. وفي هذا الاتجاه المطلوب أن تتضافر الجهود التربوية والتعليمية والسياسية والأسرية لتأمين استراتيجية فكرية وطنية، وتفعيل مساهمتها على صعيد فاعل ومتجذر بهدف نشر الثقافة الوطنية، وهذا يتطلب التجسيد العملي لهذه الأفكار والرؤى على صعيد خطط المدرسة والأسرة من خلال النشاط الفكري اليومي للمدرسة والنشاط اللا صفي، واهتمام الأسرة بتربية الأبناء والطلاب والشباب على حب الوطن والانتماء والوحدة. وتتضمن هذه الرؤى عدة محاور رئيسية اجتماعية وفكرية وتربوية، وتوسيع دائرة النشاط الفكري والمكتبي والثقافي، وتطوير المكتبات المدرسية، وتقديم وسائل عملية تجسد فاعليتها عبر العمل المدرسي بما يؤمن بشكل تدريجي تفاعل الشباب والطلاب مع كافة المتغيرات ويسهمون بدورهم في هذه المرحلة الراهنة والتحديات التي تواجه التجديد الفكري والأيديولوجي ويعطي الفرصة المواتية لإسهام الشباب والطلاب في التنمية الشاملة. والمطلوب هنا تحسين منظومة العمل الثقافي والتوعوي في مدارسنا الأساسية والثانوية والتعليم الأهلي وعلى صعيد التربية والتعليم في المدرسة والبيت، وتحديد سياسة ومعالم ورؤية واضحة، وتطوير مناهجنا التربوية لتتناسب وهويتنا لمناهضة الأفكار والثقافات الرامية إلى خلق حالة من الضعف الفكري والذهني والثقافي، وتأثير الفكر الخارجي على أذهان وعقول أبنائنا وطلابنا وشبابنا، وتنمية روح الإبداع، والارتقاء بمداميك المشهد الثقافي والابتكار المدرسي، وتقديم البرامج والفعاليات التخصصية الهادفة إلى رفع ذهنية الأبناء لدرء مخاطر الغزو الثقافي الغربي والأجنبي، وأن تشكل المواد المقدمة في الإذاعة المدرسية للطابور الصباحي مادة ثقافية ومهمة لإثراء سياسي وفكري، مع الضرورة الملحة للاختيار الدقيق للقنوات الفضائية الهادفة. وعلى الآباء والأمهات توجيه أبنائهم الطلاب والشباب إلى القراءة المتواصلة من ثمار الكتب الهادفة، بعيداً عن الخربشات الثقافية والفكرية الغربية العبثية الهادفة إلى تدمير ثقافتنا العربية وفكرنا الحضاري العربي والإسلامي.