متى نستطيع أن نعيد بناء مقومات جديدة لثقافتنا الإعلامية العربية والإسلامية حتى يتسنى لنا ايجاد اساليب ومناهج علمية ترتقي بأطفالنا وشبابنا إلى مستوى التأثير الثقافي والعلمي النوعي وقد تحدث احد الباحثين موضحاً بأن الإنسان هو ابن وسائل الإعلام، فالفضائيات تشكل بيئة الإنسان الفعلية في شكلها المصنوع لكن تؤثر في تصور الإنسان وهي وراء تشكيل شخصيته بينما يرى بعض الخبراء أن رسائل الإعلام لقبت بالوالد الثالث الذي يحتل مرتبة مهمة في الأسرة تلي مرتبة الأم والأب بل أصبح يشارك في مسؤولية اعداد وتربية الأطفال .. المخاطر السلبية على الطفل من خلال البرامج المتدفقة من الغرب تأتي لتحطيم القيم والتقاليد وتقودنا إلى نتائج سلبية على مستوى البناء الاجتماعي والانتماء الوطني والتراث والهوية الثقافية والحضارية بل إن مختلف البرامج الغربية المعلبة والمستهلكة تهدف إلى سلخ الهوية العربية والإسلامية عن شبابنا وابنائنا وتدمر القيم الاخلاقية وزرع قيم غربية تنمي لدى اطفالنا وشبابنا سلوكاً استهلاكياً عوضاً عن السلوك الإنساني والثقافي. إن درجة التأثير في الطفل تعلو وتهبط بالقدر الذي تحدثه هذه الفضائيات الغربية ببرامجها بما لايتلاءم واهتمام الطفل وما يناسب مستواه العقلي يؤثر بأسلوبه على سمعه وبصره وذوقه وسلوكه وخياله.. ومن هنا المطلوب أن ترتقي الفضائيات العربية والإسلامية إلى مستوى التأثير الذهني والعقلي والنفسي في أوساط شبابنا ونسائنا وأطفالنا لإشباع طموحاتهم المعرفية والثقافية والسياسية بهدف مواكبة التطورات العصرية والتقنيات الحديثة وبهدف ملامسة القدر الكافي من تطلعاتهم وصياغة وتشكيل فكر الأبناء والشباب والمرأة بدءاً من المنزل والمدرسة وانتهاءً بمحطات أخرى هامة في منظومة العمل الاقتصادي والاجتماعي والإعلامي لمواكبة ما استجد على الخارطة الثقافية والسياسية والتصدي لكافة المخاطر والتحديات والافكار الغربية المنحرفة المضرة بمسيرة العالم العربي والإسلامي. إن الهم الأكبر أن ترتقي مؤسساتنا الثقافية والفكرية والإعلامية والتربوية إلى مستويات فاعلة ومؤثرة تعبر عن حاجات الشباب والطلاب والفئات الأخرى المؤثرة في ديمومة النشاط الثقافي والإعلامي عبر البرامج والفعاليات ذات الأثر الايجابي على مستوى مدارسنا وجامعاتنا عبر الندوات الثقافية والآدبية والمكتبات العامة بما يلامس اهتمام الشباب والطلاب ويؤثر في تفاعل هذه الشرائح الفاعلة في الدفع بمسارات النشاط الأدبي والمعرفي والسياسي والاقتصادي والتنمية الشاملة. ولعل ماشهدته مدارسنا في الفترة الأخيرة من زخم ثقافي وفكري وانتاجي حرفي ومهني وعملي عبر المخيمات والمراكز الصيفية يعد ظاهرة صحية عمقت من وحدة الأداء ومساهمة الشباب في مسيرة البناء والتنمية وصيانة ماتحقق في بلادنا على مدى الفترة الماضية من عمر الوحدة اليمنية المباركة.. والتصدي لكافة المحاولات الهادفة إلى الضرر بالإنجازات والثوابت الوحدوية.