كثيرة هي مخرجات الأدب العربي، وكثيرة هي أساليب الأدباء في تناول الأغراض المختلفة من الفنون الأدبية.. وها هي الكتب والمكتبات تمتلئ ببدائع العطاء وروائع النصوص الأدبية والشعرية والمسرحية والروائية. والمتتبع للنهضة الأدبية الحديثة يجدها زاخرة بكل طريف وجديد من ممتع جذاب ومستهوِ أخّاذ لكنه للأسف محصور في المؤلفات والكتابات والمذكرات.. محظور عن التداول والتناول بين الأدباء والشعراء في المنتديات والأمسيات والمناظرات والمراسلات الخاصة. إنني أتساءل: ألا نغيّر ذلك الواقع ونعرّف به بل نفخر بما وصلنا إليه من إبداع وسمو في التعبيرات الفنية والأسلوبية، أجل ، إن هذه هي الجناية التي ارتكبناها في حق هذه الأمة وهذا الجيل من الشباب أليس لهم حق التذوق والاستمتاع بل المحاكاة؟!. ثم ألسنا نطمح أن تتفتح مداركهم وتسمو مهاراتهم وتصقل مواهبهم ليحدث التغيير الاجتماعي المطلوب، وأن ترتبط الحياة بالأدب والأدب بالحياة. إننا بحاجة ماسة إلى طرق اتصال وقنوات تفاهم وتوسيع عدد المكتبات الثقافية والعديد من معارض الكتاب والمزيد من النشاط الثقافي الجماهيري والمدرسي ومد جسور التواصل بين المثقفين والأدباء والناس والنشء من الشباب الطموح ونبدّد المصاعب أمام طرق ومنافذ الاتصال لنتجاوز ظاهرة الانقطاع والموسمية والغياب في العطاء الثقافي والأدبي والجفاف لنقطع خط الرجعة مع الأفكار والتيارات الغربية المنحرفة الحاملة فيروس العولمة والحداثة والتغريب. باختصار شديد.. إن ما تحشده الكتب الأدبية واللغوية في مناهجنا التعليمية لابد أن يحدث تغييراً ملموساً في ذهنية طلابنا وشبابنا يسهم في تكوين رؤية تعليمية توسع من ثقافة طلابنا وشبابنا لمواجهة التحديات والمعوقات وإبراز طاقات شبابية فاعلة على طريق رفد خطط التنمية بمهارات عالية وكفاءات وطنية. وعلى صعيد الصحافة حريّ بنا أن تسهم الصحافة العربية في المواكبة لكل جديد في العالم وعالمنا العربي والإسلامي والارتقاء في مستوى الأحداث والمستجدات وتسهم في نشر الثقافة الوطنية ومحاربة الفساد والمحسوبية والمجاملة والتخلص بقدر الإمكان من الأخطاء والهفوات اللغوية الإملائية والبلاغية حتى تكون الصحافة العربية قادرة على تطوير وتجذير قدرات العرب والمسلمين والشباب والطلاب والمرأة وبعيداً عن الصور الغربية المستوردة المتفسخة الهادفة إلى تشويه وطمس هويتنا العربية وقيمنا الحضارية. وعلى صعيد الفضائيات العربية الابتعاد بقدر الإمكان عن البرامج الهابطة والمعلّبة التي تحمل الفكر المبتذل المسكون بالسطحية وإلى إرهاق شبابنا العربي وتركهم يجرون وراء الغث والسيئ من البرامج، مع أننا نمتلك في مصفوفة ثقافتنا وتراثنا العربي والإسلامي الكثير من الإبداع والروعة والعطاء الفني والأدبي. فمتى نعي آثار وأخطار الحضارة المفتوحة والعولمة وأجندتها الحضارية والحداثية المسكونة برائحة الانحلال والانبهار الفكري التخريبي حتى لا نكون دمية مملوكة بأيدي أعدائنا فكرياً وثقافياً واقتصادياً .. ناهيك عن المجال العسكري.