كانت طبيعة العقل في الماضي غامضة إلى حد بعيد ومن ثم كانت علاقته بالقراءة والثقافة والخبرة ايضاً غامضة وقد تبين اليوم وفي وقتنا الحاضر أن العقل عبارة عن وسيلة تحليل وإدارك وأن علاقته بالمعرفة والثقافة والقراءة والخبرة هي تماماً كعلاقة العين بالنور فالعين لاترى الأشياء الا اذا غمرها النور والعقل لايستطيع اصدار أحكامه الواقعية والرشيدة من غير قدر كاف من المعلومات المعرفية والثقافية والتفكير من غير معرفة أو دراية إلى الغموض والعشوائية والضبابية وبعيدة عن ملامسة جوهر المشكلة. مماتقدم نستشف أن الأزمة الفكرية والجفاف الفكري عادة مايكون انعكاساً لأزمة ثقافية تفتقر إلى قدر كبير من المعلومات والمفاهيم تجعلنا نفكر تلقائياً وبطريقة صحيحة وسليمة إذا أن توفير المعلومات شرط جوهري لمزيد من العطاء الفكري والثقافي والمعرفة إلا أننا وفي سياق هذا التحليل الصحفي المقتضب عن ظاهرة العزوف عن القراءة في أوساط الشباب والطلاب والمثقفين وحتى المواطنين فإننا لم نقم ببذل الحد الأدنى من الجهد المطلوب والممكن لمعالجة مشكلة العزوف الجماعي والشبابي عن القراءة والتعامل بصورة فاعلة ودائمة مع الكتاب والصحافة وفي يقيني أن هذه المشكلة لاتقل في خطورتها عن مشكلة البطالة والفساد والتدخين والقات التي هي مخاطر محدقة بمسيرة الشباب أمل المستقبل. وبناء الحياة الجديدة لشعبنا اليمني، فنحن في نهضة ثقافية وفكرية وتقنية مزدهرة وصحافة متطورة هي الزاد الثقافي لخلفية ثقافية وفكرية راقية نجد الشباب والطلاب وحتى المثقفين والمواطنين لايرون فيها الهبة الثقافية الجديدة واجهة أخرى لغذاء فكري وسياسي وثقافي بل تشكل القراءة المدخل الوحيد للتقدم التقني والطريقة المثلى لامتلاك الاستيعاب العميق لكافة المعلومات والمعارف ومتابعة أهم المستجدات العربية والعالمية والمحلية وتغذية النفس بالقيم والمثل العلياء ومن أجل مانلحظه اليوم من عزوف ثقافي شبابي ومعرفة سطحية تنذر بشيء مخيف حيث تعد ظاهرة العزوف عن القراءة في الصحافة والكتاب شمولية على مستوى المدارس والجامعات هذا الانحراف عن القراءة أدى إلى ضعف ثقافي وعطاء ضحل وصعوبة في التعبير ونمنمة في الحديثة لهذا نرى من واجبنا نحن الآباء والمعلمين والمسؤولين في مكاتب الثقافية ومديري المدارس والجامعات الاهتمام بالمكتبات المنزلية والمدرسية التي تساعد على زيادة الذخيرة اللغوية والارتقاء بالعطاء الفكري والثقافي وتوفير الكتاب بأسعار رمزية والعمل على اقامة المعارض السنوية للكتاب إن لم تعن فصلية وأن نغرس في البيوت والمدارس والمرافق تقاليداً تجعل من التعليم مدى الحياة والسلوك الاجتماعي على اساس المعطيات المعرفية شيئاً حاضراً في الوعي ومجسداً في الحركة اليومية. ويتحمل الاعلام ودور النشر والصحافة دوراً اساسياً في هذا الشأن حيث انه لاتنمية اقتصادية بدون تنمية فكرية ولاتنمية فكرية من غير تنمية ثقافية وتدعو الإدارات المدرسية الأساسية والثانوية والجامعات الاعتناء بالصحافة المدرسية بتولي الطلاب تحرير الصحافة الدورية أو الشهرية بمساهمات طلابية مع تقييم هذه التجربة وان تستغل استغلالاً صحيحاً ممايقدم ضمن الاذاعة المدرسية الصباحية في المدارس حيث تسخر المواضيع في الطابور الصباحي بأنامل الطلاب والمعلمين والمعلمات بما تضمن تراكمات التجربة بسمات فكرية وثقافية ونقلة نوعية على صعيد الوعي والثقافة الذاتية.