كثيرون الذين سيحتفلون اليوم .. فالواحد والعشرون من مارس يوم حافل بالمناسبات، إلاّ أننا في اليمن لا نكترث كثيراً للمناسبات، فلدينا من الهموم ما ينسينا حتى أعياد ميلادنا. أنصار البيئة يحتفلون في الواحد والعشرين من مارس بيوم (الاعتدال الربيعي) الذي يتساوى فيه الليل والنهار، وغالباً ما يخرجون في دول عديدة حاملين شجيرات صغيرة لغرسها، إذ يعتقدون أنه أنسب يوم للزراعة..لكن الفرس (الإيرانيين) يعتبرون هذا اليوم بمثابة عيد السنة الفارسية، فالتقويم الفارسي يبدأ العد من هذا اليوم. أما الأكراد - في العراق وتركيا وإيران وسوريا - يسمون الواحد والعشرين من مارس ب (عيد نوروز) وهو عطلة رسمية في العراق، إذ يخرج الناس إلى الجبال ويقومون بإشعال إطارات السيارات، ويقيمون احتفالات راقصة ومختلطة، الرجال والنساء معاً، وفي البيوت تصنع النساء الكعك والحلوى ويحضرن الزبيب والمكسرات بما يشابه تماماً طقوس المسلمين في عيدي الفطر والأضحى. كما أن هناك أبناء الديانة (البهائية) يحتفلون في هذا اليوم بعيدهم الذي يربطونه ببعض القصص الدينية.. والبهائيون موطنهم الأصلي في القدس إلاّ أنهم ينتشرون في معظم دولنا العربية، ويعاملون كأقليات. في بعض البلدان يتخذون من الحادي والعشرين من مارس يوماً للاحتفال بعيد المعلم، ويكرسون الكثير من الأنشطة لأجل تكريم المعلم، وجرت العادة في بعض البلدان أن يقيم طلاب كل فصل احتفالاً مستقلاً مع المعلم المرشد أو الرائد للفصل ويقدمون له هدية متواضعة بالمناسبة. لكن المناسبة الوحيدة التي يجتمع عليها عالمنا العربي هي (عيد الأم) الذي تحرص جميع بلداننا على تهنئة الأم بمناسبته ضمن أنشطة على المستوى الرسمى والشعبي. ومع أننا في اليمن نستذكره في كتاباتنا الإعلامية، وبعض الأنشطة المحدودة إلاّ أنه لم يترسخ بعد في ثقافتنا الخاصة.. فالأم اليمنية نادراً جداً أن تجد من يقول لها: كل عام وأنت بخير! بل البعض لا يتذكر أن الواحد والعشرين من مارس هو عيد الأم.. لكن في هذه الفترة الأخيرة بدأت المناسبة تحظى ببعض الاهتمام لدى الشباب والجيل الجديد.. وكم نتمنى لو رسخناها في ثقافة أبنائنا امتناناً وإجلالاً للأم، ولكل التضحيات التي تقدمها للأسرة.. ومن الجميل جداً أن يقوم الآباء بإعطاء أبنائهم شيئاً من المال في هذا اليوم ليشتروا به هدية متواضعة لأمهاتهم ، حتى لو كانت وردة أو علبة عصير! هذا العام أشعر أنني أفتقد أمي كثيراً كونها فارقت الحياة قبل بضعة أشهر وانقطع رجائي في رؤيتها بعد أن حرمت منها طوال سبعة عشر عاماً.. فليرحم الله أمهاتنا ويسكنهن جناته.. وألف تهنئة لكل الأمهات الأخريات، وليحفظهن الله حباً وحناناً لنا جميعاً، فليس كما الأم شيء في الحياة لأنها نظير الوطن.