من أهم الكتب التي فخرت بها مكتبتنا اليمنية..كتاب الشاعر اليمني الكبير المرحوم عبدالله البردوني «اليمن الجمهوري» و«الصحافة اليمنية نشأتها وتطورها» لدكتور محمد عبدالله المتوكل وليس هذان الكتابان وحدهما فقد صدرت عدة كتب مهمة بل هما الكتابان الآنفا الذكر اللذان تعرضا لقضية المرأة موضوعاً ودراسة. الاستاذالبردوني في كتابه «اليمن الجمهوري» أدرج مقالاً عن المرأة كان قد كتبه ونشره في صحيفة 26 سبتمبر بمناسبة عيدالأم في مارس احدى السنوات الماضية والكتاب حمل عنواناً بارزاً «واقع التطور الاجتماعي للمرأة» يتطرق إلى مسيرة المرأة في عهودها المظلمة وهي المحطات التي ناضلت المرأة من أجلها أو ناضل الرجل عن المرأة إلا أن الاستاذ محمد الشرفي في بحثه في مجلة الحكمة اليمانية مايو1985م عن قضية المرأة يشير إلى أن الاستاذ البردوني حمل مايمكن تقديمه للأم اليمنية في عيدها هو تاريخ حركة المرأة مهما كانت متواضعة لأن المرأة في المجتمع المتخلف أكثر تخلفاً معترفاً بدور المرأة ومساهمتها التاريخية في صنع الأحداث والتاريخ وإن كانت تلك الأدوار أو المساهمات محطات خاطفة ثم تظهر من جديد بعد فترة طويلة من الزمن العربي أو الزمن اليمني بالذات. وقال الاستاذ الشرفي في بحثه القيم «يعتبر الكاتب البردوني أن أدوار المرأة عبر التاريخ العربي واليمني دليل على أن المرأة قادرة على تحمل كل مسئوليات الرجل في الحياة متى ما أتيح لها فرصةالعلم والعمل وقادرة أيضاً على أن تكون فارساً في ميادين القتال والشعر والأدب والفقه وضرب الاستاذ البردوني في كتابه «اليمن الجمهوري» مثلاً بسكينة بنت الحسين بعد الإسلام والخنساء قبل وبعد الإسلام وأسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين وصاحبة الكلمة المشهورة «أما آن لهذا الفارس أن يترجل» ومن التاريخ اليمني يضرب المثل بالشريفة الدهماء الفقيهة الشاعرة وأروى السياسية العالمة والملكة القوية ومن معاصرات الدهماء فاطمة بنت علي التي اشتهرت بالاصلاح الاجتماعي في الإحسان إلى الفقراء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمفهوم القدماء: الاصلاح الاجتماعي كما ظهر في القرن الحادي عشر الهجري زينب بنت محمد الشهارية التي كان لها رأي في مسائل الفقه واللغة اضافة إلى النسوة اللاتي ظهرت بين فترة وأخرى كشاعرات وفقيهات عالمات والاستاذ البردوني أبرز رؤية أخرى بقوله: إننا لم نجد من هؤلاء النسوة من كان لها رأي حول حرية المرأة أو مطالبة بالحقوق أو بعض الحقوق أو برفع الظلم عنهن أو مساواتهن بالرجل في مواجهة الحياة. وأكد الاستاذ البردوني في سرده التفصيلي عن المرأة دورها بعد الثورة وقال الكثير مما تحقق فالمرأة كالرجل وفي الجامعات يشكلن %20وهو يشير إلى جامعة صنعاء إضافة إلى تحملها مسئولية مشتركة بين الرجل والمرأة ، تحررها وتمردها على كل القيود والأغلال التي كبلها بها الرجل والمجتمع. واستخلص الباحث محمد الشرفي من كتاب د.محمد عبدالملك المتوكل عن الصحافة «المتوكل التزم المنهج الذي الزم نفسه به في مقدمة الكتاب وتناول قضية المرأة كواحد من الاهتمامات الأخرى التي تناولتها الصحافة ولم تقصد لذاتها وأن المؤلف يؤمن إيماناً عميقاً بحق المرأة وعدالة قضيتها إلا أنه التزم بمنهجية الباحث الرصين والحياد الكامل وبدأ هنا بصحف ماقبل الثورة ثم صحف مابعد الثورة إلى عام 1970م وبعيداً عن السرد الانشائي ونقل المقالات أو الاخبار كاملة ما يفيد ومالايفيد البحث بل اقتصر على تتبع قضية المرأة في مسائل محددة تطمح المرأة إليها يعارضها المجتمع والحكم أو يؤيدها الكاتب والصحافة في حق المرأة في العلم والعمل وموقف الدين الإسلامي من المرأة وحقوقها السياسية والاجتماعية الأخرى. وهاجم الكاتب مبادئ الاستعمار المسمومة التي تخول المرأة فوق ما يجب لها من الحقوق وتمنحها من المناصب مايعجز عن حمله والقيام به الكثير من عظماء الرجال ويرى الكاتب أن الاستعمار قد برأ المرأة من الأغلاط وصرح لها الحق في الانتخابات ومزاحمة الرجال في مقاعد الحكم حتى تنال حقها بجمالها إن لم تنله بعقلها الضعيف حيث كانت مجلة «الحكمة» المجلة التي بدأت تبشر بالإصلاح وحتى «صوت اليمن» وهي صوت الأحرار ولسان المعارضة للحكم الإمامي المتخلف فقد أهملت قضية المرأة ماعدا مقال نشرته الصحيفة وأهم ما تميزت به صحافة الخمسينيات نشرها لنضال المرأة في عدن ومساندة بعض العلماء البارزين لقضية المرأة ومساواتها مع الرجل في كل الحقوق السياسية والاجتماعية والتعليم.. والصحافة في الجنوب اليمني في الخمسينيات والسبعينيات كان لها دور هام في قضية المرأة مثل «فتاة الجزيرة» و«الرقيب» و«الأيام» وصحيفة «الطليعة» الحضرمية و«الرأي العام» و«الرائد» ناهيك عن دور الصحافة مابعد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر 62/1963م إلى بعد تحقيق الوحدة اليمنية في مايو1990م.