ها نحن نتجاوز الشهر الثالث من العالم 2008م دون أن تنزل على البلاد قطرة مطر، ونحن معتادون في اليمن أن تبدأ الأمطار الثانوية في شهر فبراير، ومارس، وتستمر بشكل متقطع حتى شهر أبريل، ويسمى هذا الفصل بفصل الربيع، وأمطاره بالأمطار الربيعية.. هي ليست الموسم الرئيسي للأمطار، فالموسم الرئيسي هو الصيف ، حيث يفترض أن تنزل خلاله الأمطار الموسمية. اليمن بلد يعتمد في حاجته من المياه على مياه الأمطار التي تسقط في فصل الربيع.. ثم الأمطار التي تسقط في فصل الصيف، ولا يمتلك أي مصادر أخرى للمياه.. علماً بأن هذا المصدر الذي كان يمد اليمن بما تحتاجه من مياه في فصل الزراعة، ويغذي المخزون الجوفي للمياه لم يعد بنفس الكمية الكافية، أو المساوية للاستهلاك، وأصبحنا نعاني من مشكلة مياه نتيجة شحة الأمطار بسبب عدم سقوطها في الربيع، كما هو حالنا في هذا العام حيث تأخر سقوط الأمطار، إضافة إلى شحة أمطار الموسم الرئيسي موسم الصيف.. فلم تعد الأمطار كافية لاحتياجات الزراعة ولا للاستهلاك الآدمي، ولم تعد تعوض المخزون المستهلك، حيث أصبحت الأحواض الباطنية للمياه في تناقص مستمر؛ لأن الاستهلاك والضخ منها أكبر من التغذية التي تتلقاها من المطر.. لذا فنحن في اليمن نوضع بين الدول التي تعاني من مشكلة مائية.. وكثير من الغيول التي جفت دليل واضح على ذلك. إن مشكلتنا المائية لا تعود فقط إلى شحة الأمطار كسبب رئيسي.. لكن يسهم الإنسان بشكل كبير في هذه المشكلة وتفاقمها، وذلك من خلال اللامبالاة أثناء الاستهلاك المنزلي للمياه، إضافة إلى الحفر العشوائي للآبار واتباع أساليب تقليدية في الري «طريقة الغمر» واستنزاف المياه الجوفية لزراعة القات الذي اتسعت مساحاته بشكل مخيف على حساب الإنتاج الزراعي للغذاء، عدم اهتمام الإنسان بالحواجز المائية الترابية، والسدود الصغيرة لحجز مياه الأمطار الشحيحة للاستفادة منها في الزراعة وتربية الحيوان ولتغذية المخزون الجوفي بدلاً من ضياعها كمسيلات تتبدد، دون أن يستفاد منها. إن السنة هذه 2008م تحتاج منا الحرص على كل قطرة ماء والحرص على عدم الإسراف في استخدام المياه في المنازل والمساجد والمزارع «القات».. لأن الموسم هذه السنة موسم حرج، وياليت تتخذ سياسة نقل الاستثمار الصناعي إلى السواحل ليعتمدوا على مياه التحلية.