قال أستاذ علوم الحياة في جامعة ذمار الدكتور إسماعيل ابوعساف ان اليمن مقبل على مشكلة مستعصية للمياه بدأت ملامحها تتبلور وتتفاقم منذ عقدين من الزمن وسوف تتحول إلى كارثة حقيقية على مشارف الثلث الأول لهذا القرن إن لم تتخذ الإجراءات الجدية سريعاً . وأشار الدكتور ابو عساف عميد كلية التربية بجامعة ذمار فرع محافظة البيضاء في محاضرة القاها أمس الأول بالمركز الثقافي العربي السوري بصنعاء بعنوان "مشكلة المياه وانعكاساتها على التنمية في اليمن ،مدينة البيضاء أنموذجاً" الى انه رغم تساقط مليارات الأمتار المكعبة من الماء في السنة إلا ان معدل الفائدة يبقى دون المستوى المطلوب بسبب السياسات المائية الحالية. واستعرض مكون الدراسة التي نفذها لمدينة البيضاء وضواحيها مصادر المياه ونسب هطول الأمطار وتربية المواشي والزراعة وحاجتها للماء ، لافتاً الى عدم وجود مياه جوفيه في المدينة وأن ما يوجد هو جيوب سطحية لا يتجاوز عمقها 30 متراً تزدهر في موسم الأمطار ويجف غالبها 7 أشهر من السنة. وتطرق الى مسببات شحة المياه في اليمن وموسمية سقوط الامطار والتي منها الموقع الفلكي بين خطي العرض 512جنوباً و 520شمالاً والضغط الجوي المتباين الذي يلف اليمن في فصول مختلفة ، وقوف المرتفعات الجبلية دون امتداد الرطوبة من الشريط الساحلي الى الداخل ، الجفاف الناتج عن عدم مقدرة الهواء على حمل بخار الماء بسبب مرور تيار الصومال الدافئ من الغرب الى الشرق مايؤدي الى جرف طبقة من سطح الماء البحري الساخن بالاضافة الى عدة مؤشرات تسهم في تجذير المشكلة ومنها التضاريس. وخلص الدكتور ابو عساف الى ضرورة وضع إستراتيجية قصيرة وطويلة المدى للحد من زحف زراعة القات والعمل على ترشيد المزارعين بالزراعات البديلة والحد من الحفر العشوائي غير المدروس للآبار واستنزاف المياه وتبني استراتيجية حصاد مياه الامطار وتجميعها بالاضافة الى ترشيد الاستهلاك والعمل على رفع وعي المواطن بأهمية المياه والتعريف بمستقبلها الصعب وسرعة استكمال البرامج الخاصة بالحواجز المائية والحفاظ على ماهو متوفر من مخزون وحمايته من التلوث .