مديرية «ذوباب المندب» من المديريات الساحلية، وتمتد مطلة على مضيق باب المندب.. فهي منطقة استراتيجية، ويزيد من أهميتها جزيرة «بريم» التي تربض في حلق باب المندب.. هذا الباب الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي عبر مياه خليج عدن.. وتمتاز المندب بجبالها التي تقترب من البحر كثيراً، وشواطئها النظيفة والجميلة والجذابة، وقابليتها للتخطيط كمنطقة سياحية، وميناء صيد كبير جداً، حتى وإن احتاجت إلى تعويضات فستكون زهيدة جداً.. لأن المدينة محدودة، وأبنيتها من الخشب. «ذوباب المندب» مازالت تنام حتى اليوم في الظلام، لأن التيار الكهربائي لم يصلها، وقد ظلت خلال عقود مضت منطقة مغلقة، فقد كانت منطقة عسكرية يُمنع الاقتراب منها، وذلك لموقعها الاستراتيجي المطل على المنفذ البحري «باب المندب». ولما لها من مميزات طبيعية فقد أعلن فخامة الرئىس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - منطقة «ذوباب المندب» منطقة للاستثمار السياحي، ودعا الرأسمال الوطني والعربي والصديق إلى الاستثمار فيها.. ووجه وزارة الدفاع برفع كل الوجودات العسكرية المتموقعة في منطقة «باب المندب»، وقد أصبحت اليوم منطقة مفتوحة بإمكان أي أحد أن يأتيها ويزورها متى يشاء ويرغب دون سؤال أو جواب.. وفي هذا الإطار تم توجيه الجهات المختصة أيضاً بإيصال الخدمات إلى «المندب»، كهرباء، اتصالات ومياه.. أما الطريق فقد رُبطت المديرية بطريق حديث مسفلت، ربط الساحل الجنوبي لليمن بالساحل الغربي، مما جعلها منطقة التقاء بين الساحلين.. ووجود الاستثمارات السياحية فيها سوف يجعلها منطقة جذب سياحي لأبناء الوطن عموماً ولأبناء الجزيرة وكذا السياح الأجانب خصوصاً في حال تم الترويج لها جيداً. وهاهي مؤشرات الاهتمام من قبل الدولة بمديرية ذوباب المندب قد أثمرت عن بدء العمل لتنفيذ مشروع الربط الكهربائي، حيث يفيد مدير كهرباء تعز «غازي» أن المواد الخاصة بالمشروع قد بدأت بالوصول، وخلال فترة وجيزة سوف يستكمل وصول المواد، ويبدأ العمل في المشروع.. مؤكداً أن المشروع يحظى بالاهتمام والمتابعة من قبل الدولة والحكومة وقيادة المؤسسة، ما يشير إلى أهمية تهيئة المنطقة للاستثمار السياحي. إذن.. «المندب» أصبحت على موعد قريب لاستقبال النور، وتوديع الظلام الذي عاناه أبناء «المندب» طويلاً، وبذلك ستخرج المنطقة إلى النور الدائم، وتدخل الحياة من باب الاستثمار والصيد، وكملتقى للمسافرين بين الساحل الجنوبي والغربي.. والمهم أيضاً هو أن تسارع الاتصالات إلى ربط منطقة المندب بعموم الوطن والخارج، ومما سيزيد أهمية المنطقة والاستثمار فيها مشروع الطريق «المعلّق» بين المندب وجيبوتي، والذي سيربط القارة الآسيوية بالقارة الأفريقية.