الصحافة رسالة سامية ولها دور هام وجوهري داخل المجتمع في كشف الاختلالات والمساهمة في وضع الحلول والمعالجات المناسبة لها وبالتالي يجب أن يتصف الصحافي بالأمانة والشرف والأخلاق والصدق فيما يتناوله من قضايا لا أن يسخر قلمه في السعي لتحقيق مآرب شخصية ومكاسب ذاتية. من المعروف أن مهنة الصحافة هي مهنة مفتوحة تستوعب كل من لديه القدرة والمهارة في الكتابة الصحفية، كما أنها كغيرها من المهن الأخرى تجد فيها الغث والسمين، فيها من يمارسها لغرض أهدافها السامية ومصلحة المجتمع وفيها من يستغلها ويسخرها لأهدافه الشخصية. لا شك بأن هناك الكثير من الأقلام الصحفية الذين يحترمون أنفسهم ويعملون ضمائرهم فيما يتناولونه من قضايا، ولا يكتبون إلا ما تمليه عليهم واجباتهم وأخلاقهم حول قضايا ومسائل تهم المجتمع بشكل عام ولا يتركون لأهوائهم حرية التحكم بما يسطرونه بأقلامهم، أمثال هؤلاء يفرضون احترامهم وتقديرهم على الجميع الذين يعرفون جيداً أن صاحب هذا القلم إنسان شريف لا تغريه الهدايا ولايشترى بالمال، يكتب لمصلحة الجميع ولا شيء غيرها. لكن في المقابل هناك بعض الأقلام لا تستطيب لها الكتابة إلا وفق منطق المصلحة الشخصية وبلغة الابتزاز، ومن أمثال هؤلاء تجد أحدهم عندما تكون لديه مصلحة شخصية معنية في مرفق معين يذهب إلى ذلك المرفق طالباً ومستجدياً حاجته فإذا نال ماذهب لأجله فإنه يسارع إلى مدح المسئول الفلاني أو المسئول العلاني في هذا المرفق أو ذاك جاعلاً منه مثالاً للإخلاص والشرف والنزاهة ومختلف مصطلحات النفاق والمجاملة، مع أنه قد يكون على العكس من ذلك تماماً لكن لأنه حقق له مراده فهو كامل الأوصاف لا يعيبه شيء وهو المسئول المتفاني الذي لا هم له سوى خدمة المواطن والوطن. أما إذا خرج خالي الوفاض ولم ينل ماذهب لأجله فإنه لا يتوانى عن شن هجوم ضد ذلك المسئول و«شرشحته» في مقال أو مقالات يسوق فيها كل مايجود به القاموس من ألفاظ الشتائم والتجريح والسب والقذف ويضع فيه عيوب الدنيا والآخرة ويتحول المسئول بجرة قلم من مثال للشرف والنزاهة والتفاني والاخلاص إلى مسئول فاسد من الدرجة الأولى فيه كل النقائص. هؤلاء النوعية الذين لا يكتبون إلا لأغراض ومصالح خاصة وبحسب الطلب ولمن يدفع أكثر، لايحظون بأي احترام من الجميع حتى من قبل الذين يمدحونهم لأ نهم لا يرون فيهم سوى مجرد سلعة قابلة للبيع والشراء وينظر الجميع إليهم نظرة احتقار، وهنا ليست المشكلة لأنهم هم بأنفسهم من أرادوا أن يحتقرهم الآخرون ولكن المشكلة أن أمثال هؤلاء هم من يسيئون إلى مهنة الصحافة ويدفعون الجميع إلى احتقار ممتهنيها والنظر إليهم وكأنهم«شحاذون» أمام أبواب المسئولين.. فمتى يتوب الله علينا من أمثال هؤلاء؟!