• الصحافة رسالة سامية ولها دور هام وجوهري داخل المجتمع في كشف الاختلالات والمساهمة في وضع الحلول والمعالجات المناسبة لها، وحتى تستطيع القيام بهذا الدور على الوجه الأكمل يجب أن يتصف العاملون فيها بالأمانة والشرف والأخلاق والصدق فيما يتناولونه من قضايا لا أن يسخروا أقلامهم من أجل تحقيق مآرب شخصية ومكاسب ذاتية.. الصحافة في الأساس هي أداة للبناء إذا ما أدت دورها بشكل أمين ونزيه، بعيداً عن الغايات الشخصية والاعتبارات الضيقة لكن متى ما حادت عن هذا الطريق فإنها تصبح وسيلة للهدم ومزعزعة لأمن واستقرار المجتمع ومناهضة للأخلاق والقيم. • من المعروف أن الصحافة مهنة مفتوحة تستوعب كل من لديه القدرة والمهارة في الكتابة الصحفية والعمل الصحفي، ولا نبالغ إن قُلنا أن غالبية المشتغلين بالعمل الصحفي في بلادنا هم من المنتسبين للمهنة بالممارسة وليس بالتخصص، كما أن الصحافة كغيرها من المهن الأخرى نجد فيها الغث والسمين، فمثلما نجد فيها من يمارسها لغرض أهدافها السامية ومصلحة المجتمع، نجد فيها أيضاً من يستغلها ويسخرها لأهدافه الشخصية. • لا شك بأن هناك الكثير من العاملين في بلاط صاحبة الجلالة (الصحافة) يحترمون أنفسهم ويُعملون ضمائرهم فيما يتناولونه من قضايا، ولا يكتبون إلاَّ ما تمليه عليهم واجباتهم وأخلاقهم حول قضايا ومسائل تهم المجتمع بشكل عام ولا يتركون لأهوائهم حرية التحكم بما يسطرونه بأقلامهم، هؤلاء الصحفيون يفرضون احترامهم وتقديرهم على الجميع الذين يعرفون جيداً أنهم يتمتعون بالشرف والأمانة والنزاهة وأخلاق المهنة لا تغريهم الهدايا ولا يُشترون بالمال، يكتبون بهدف المصلحة العامة ولا شيء غيرها. • لكن في المقابل هناك البعض الآخر الذين لا تستطيب لهم الكتابة إلا وفق منطق المصلحة الشخصية وبلغة الابتزاز، فتجد الواحد من هؤلاء عندما تكون لديه مصلحة شخصية معنية في جهة أو مرفق ما يذهب إلى تلك الجهة أو المرفق طالباً ومستجدياً حاجته، فإذا نال ما ذهب لأجله فإنه يسارع إلى كيل المديح للمسئول الفلاني أو المسئول العلاني في هذا المرفق أو ذاك، جاعلاً منه مثالاً للإخلاص والشرف والنزاهة مستخدماً مختلف مصطلحات النفاق والمجاملة، مع أنه قد يكون على العكس من ذلك تماماً ،لكن لأنه نال مراده منه فهو كامل الأوصاف لا يعيبه شيء وهو المسئول المتفاني الذي لا هم له سوى خدمة الوطن والمواطن. • أما إذا خرج خالي الوفاض ولم ينل ما ذهب لأجله فإنه لا يتوانى عن شن هجوم ضد ذلك المسئول و«شرشحته» في مقال أو مقالات يسوق فيها كل ما يجود به القاموس من ألفاظ الشتائم والتجريح والسب والقذف ويضع فيه عيوب الدنيا والآخرة ويتحول المسئول بجرة قلم من مثال للشرف والنزاهة والتفاني والإخلاص إلى مسئول فاسد من الدرجة الأولى فيه كل النقائص. • إن هؤلاء النوعية الذين لا يكتبون إلا لأغراض ومصالح خاصة بحسب الطلب ولمن يدفع أكثر، لا يحظون بأي احترام حتى من قبل الذين يمدحونهم، لأنهم لا يرون فيهم سوى مجرد سلعة قابلة للبيع والشراء وينظر الجميع إليهم نظرة احتقار، وهنا ليست المشكلة لأنهم هم من أنزلوا أنفسهم هذه المنزلة وأرادوا أن يحتقرهم الآخرون ولكن المشكلة أن أمثال هؤلاء هم من يسيئون إلى مهنة الصحافة ويعكسون صورة مغلوطة عنها ويدفعون الجميع إلى احتقار ممتهنيها والنظر إليهم وكأنهم “شحاذون” أمام أبواب المسئولين. • إن ما يقوم به أمثال هؤلاء من سلوكيات انتهازية وابتزازية دنيئة أمور غير مقبولة باعتبارها خروجاً عن قواعد المهنة وأخلاقيات العمل الصحفي، لا تمت للصحافة ورسالتها السامية بشيء، ويجب التفتيش عن اسم يلائمها بعيداً عن هذه المهنة الشريفة؟! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك