تحية من القلب للصامدين في أرض الرباطبفلسطين، وأرض الجهاد بالعراق وتحية لكل من تسكنه الأمة، ويعيش همومها، ويعمل بكل مالديه من إمكانية في نصرتها ودعم نقاط المقاومة والصمود فيها من المحيط إلى الخليج.. واللعنة على كل خائن لهذه الأمة، وكل من يسبح في أفلاك أعدائها، ويعمل بكل مالديه من إمكانيات سخرت له لتدميرها وطمس نقاط الضوء فيها، وحفر الخنادق للإيقاع بقوى الممانعة والمقاومة، والرفض لقوى الهيمنة الصهيو -أمريكية. نعم إنها تحية، ونعم إنها لعنة، والتحية هي أضعف الإيمان نقدمها لمن يفتدون الأمة بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة، ويقدمون أغلى مالديهم، نحن نشعر بالتقصير الشديد، ولانملك بحكم الأوضاع التي تقبض بيد من حديد على حدود الأمة ومسارات الاتصال والتواصل مع قوى المقاومة، إلا أن نرفع لها ولكل مقاوم وممانع التحية والإكبار ونرسل في الوقت وابل اللعنات والسخط لكل الذين يسهرون ويعملون على نحو مستمر لتدمير الأمة وإضعافها بغض النظر عن مواقعهم. نعم إنها التحية لأبناء غزة المجاهدة، الصابرة ، الصامدة التي ترزح تحت أبشع احتلال وتعاني من أقسى حصار عرفته البشرية وتقع تحت سيطرة طاغية وظالمة من القريب قبل البعيد، ومن الأخ قبل الأجنبي، ومن الداخل قبل الخارج، إنها تدفع ثمن صمودها وثمن استمراريتها على خط المقاومة والجهاد.. ولذا يفرض عليها أن تعيش في سجن كبير، ويتم ذلك بعون وصمت عربي مشهود. فهل يعقل أن تتحول غزة بأرضها وسكانها الذين يزيدون على المليون والنصف إلى سجن كبير لايستطيع أي من هؤلاء الأبطال مغادرتها، والأطفال يدفعون أثماناً باهظة لمايسمى بالديمقراطية والحرية والسلام !! وهي في الحقيقة مسميات الزيف والباطل، والظلم والقتل، والتدمير للإنسان والقيم، والفتك بروح المقاومة والمواطنة المخلصة للأمة ولاءً وانتماءًً، وهذا الزيف يشاهد في الدور الامريكي، الذي يعتبر المجاهد والمقاوم إرهابياً، ينبغي بل يجب قتله وتصفيته بأي شكل، ولذلك فالمقاومون في فلسطينوالعراق أهداف لهذه المسميات، وباسم هذه المسميات وتحت راياتها تحول العراق العربي المستقل إلى مستباح بكل معاني هذه الكلمة، وصار يجري على أرضه نهر ثالث إلى جانب دجلة والفرات، هو نهر الدماء التي لم تتوقف، والتي يعلن عنها يومياً عبر وسائل الإعلام، ونسمع ونرى على الشاشات القبح الأمريكي يتبجح بتمكنه من قتل كذا وكذا من أبناء العراق ويسميهم متمردين إرهابيين أعداء السلام، وكأن الاحتلال الأمريكي مشروع بل وكأن الأمريكيين عادوا إلى وطنهم بعد تهجير استمر طويلاً إبان حكم حزب البعث العربي الاشتراكي لهذا البلد العظيم. نعم إنه العجب العجاب، حيث يسوّق طغاة العالم اليوم إراقة الدماء، وإسقاط الأنظمة الوطنية، وتدمير قدرات وطاقات الشعوب تحت مسمى إنقاذها.. نعم إنقاذها من الحرية والسلام.. ووضعها تحت طائل الذل والمهانة وافتقاد الكرامة والسيادة الوطنية، تحت مبرر الإنقاذ.. نعم، انها اللعنة على أوضاع قلبت فيها الحقائق، واستبدلت في ظلها المعاني، وصار وفق شرعتها الليل نهاراً، والنهار ليلاً، والحكم الوطني احتلالاً ، والاحتلال الأجنبي تحريراً، وإنها اللعنة أيضاً على تلك الألسنة التي تحمل ألفاظاً عربية، وتمتد بلسانها إلى الأمة ولكنها تمتد بيدها، وحقيقة لسانها إلى العدو، وتعمل معه بكل مالديها من إمكانيات. نعم إنها اللعنة، على أوضاع صارت فيها الطائفية والمذهبية عناوين الديمقراطية.. نعم إنها اللعنة التي تذهب مباشرة لكل الذين يعملون على إحياء الأمراض والعاهات الطائفية، ويعملون على تحويل العمالة إلى مواطنة صالحة، وتدمير قدرات الأمة إلى تأسيس قواعد الدولة المطمئنة. نعم إنها مقاييس مقلوبة، صارت فيها أسرار أية دولة مستباحة تحت مبرر الشفافية.. وهذا لعمري من أغرب الأمور فالقارىء للتاريخ الحديث والمعاصر يدرك جيداً كم أنفقت أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية، وكم سخرت من الإمكانيات والجهود المكثفة والمتعددة في أساليبها وأدواتها للحصول على معلومات وجندت لذلك كله أرتالاً وطوابير وقوافل من العملاء والخونة، وكان يطلق عليهم الطابور الخامس، وكان التقليد والسنة في ذات الوقت.ان من يثبت تورطه بالتخابر والعمالة لدولة أجنبية أنه ارتكب الخيانة العظمى هذا التقليد وهذه السنة استبدلت، وصار الأمر مقلوباً، وأصبح من يرفض ماسمي بالشفافية أنه يقف ضد مصالح وطنه، تحت مبرر قبيح مفاده انه لم تعد هناك اسرار، وأن العالم صار قرية صغيرة وكل مافيها صار تحت السيطرة وفي متناول أيدي الجميع، ولكل من يقول هذا الكلام نطلب منه أن ينشر على صفحات هذه الصحيفة اسرار البنتاجون، والأسرار النووية في الكيان الصهيوني، بل والأسرار الإقتصادية لدول الهيمنة أعتقد أن ذلك صعب بل مستحيل، وعليهم أن يدركوا أن مانريده ليس ماتقوله الصحف لذر الرماد في العيون، بل نريد أسراراً بكل ماتعنيه الكلمة من معنى.. وعلينا أن ندرك أن هناك معلومات لاينبغي نشرها لمصلحة الوطن ولايجوز إخضاعها للشفافية على إطلاقها.. تحية نرفعها لكل قائد وحاكم، لكل قائد مقاوم وحاكم يعتز بالأمة، ويعتز بقدراتها، ويصون أسرارها، ويعمل لرفع امكانياتها لتشمخ، وكانت هذه التحية وماتزال مشفوعة بالدعاء بالرحمة والغفران للقائد المجاهد صدام حسين الذي افتدى الأمة بروحه ودمه وأبنائه وأهله، ونقول لكل من يسعى إلى الإساءة إليه عبر لقاءات التحقيق تحت مسمى «شاهد على العصر» لن ينال من تلك القامة، والله من وراء القصد.