نشرت "الشرق الأوسط" «عدد 31 مايو الماضي» أن المملكة السعودية خصصت ثلاثة عشر مليار ريال للابتعاث الخارجي؛ بهدف توفير الكوادر الوطنية.. من حق السعودية أن تفعل ذلك، فهناك رؤية للتنمية في مجلات كثيرة. وفي اليمن لا تبخل الدولة رغم شح الإمكانات من صرف ملايين الدولارات على الابتعاث في الخارج، ولكن كثيراً من المنح في القديم والمعاصر، تلبي رغبات اجتماعية أكثر من كونها علمية. ولا أعلم جدوى الابتعاث إلى أمريكا أو كندا أو لندن لدراسة اللغة الانجليزية أو الكهرباء وحفظ الأغذية أو البيطرة، مع أنه بالإمكان دراسة هذه الموضوعات هنا في اليمن. ولم أشاهد وزير التعليم العالي في التلفزيون حين قال إنه دون سلطة، وإن ليس بإمكانه عمل شيء.. قيل لي هذا، فعجبت؛ فلِمَ لا يستقيل ويترك الوزارة إن كان مجرد موظف عادي، مع أنه صديقي وأعرف أنه صاحب قرار، ربما نقل لي أحدهم هذا الكلام بطريق الخطأ!!. إن اليمن لايزال بحاجة إلى الابتعاث إلى الخارج ليعود أبناؤنا وقد أفادوا في مجالات علمية ضرورية. لقد نجحت وزارة التعليم العالي بقيادة الأستاذ الدكتور/صالح علي باصرة في إرساء بعض آليات الابتعاث الضرورية، ولكن نريد أن يكون الابتعاث لتحصيل علوم ضرورية، وعلى الأقل أن يتم الإيفاد إلى منطقة الشرق الأوسط في العلوم التي يمكن تحصيلها، بدلاً من الإيفاد إلى أوروبا وأمريكاوكندا، لأن هذا يكلف الدولة ملايين الدولارات. وإذا كانت هذه الدول تقدم منحاً فلابد أن يتم التفاهم بخصوصها، فلا تكون هذه المنح لعلوم يمكن تحصيلها في الداخل أو البلدان المجاورة. حقاً أن اليمن لايزال يتطلب كافة الاختصاصات، ولكن هناك ما هو مهم وما هو أكثر أهمية. على أن فكرة الابتعاث في ذاتها أمر مطلوب لإجراء التلاقح الفكري والمعرفي والذوقي؛ لأن الطالب المبعوث سوف يحصّل بالضرورة معارف لا تُعلّم في كتاب أو جامعة؛ بل من خلال الحياة العامة في بلاد الغربة. والمطلوب هو متابعة الطلاب المبعوثين، لأن ترك الحبل على الغارب يجعلهم في حلٍّ من الالتزامات الأخلاقية والوطنية!!.