هذه الأيام - والله يعلم - تجري الاستعدادات من قبل مجلس «نقابة الصحافيين اليمنيين»، لعقد المؤتمر العام الرابع للنقابة، حيث من المقرر أن ينتخب المؤتمر نقيباً جديداً، خلفاً للأستاذ والزميل نصر طه مصطفى، الذي انتخب من قبل الجمعية العمومية في بداية عام 2006م خلفاً هو الآخر للأستاذ والزميل محبوب علي.. وحسب معلوماتنا نحن معشر ما يسمى بالصحافيين أن الأستاذ نصر مُصر على عدم ترشيح نفسه مرة ثانية لهذا المنصب «النقيب» وإن كان هو الأجدر حسب رأيي.. غير أنه ولأسباب عدة لم يعلنها صراحة حتى الآن، وجد نفسه ليس عاجزاً عن قيادة النقابة والانتصار لحقوق ومطالب وكرامة الصحافيين، بل لأن النقابة - وهذا رأيي الشخصي بل اعتقادي عجزت عن تحويل جيش الصحافيين إلى «بني آدميين» بدلاً من «شحاتين» كما هم عليه اليوم ، معذرة لهذا الوصف وإن كان حقيقة نعيشها نحن الصحافيين خاصة العاملين في رحاب ما أوهمونا به وتعلمناه من الآخرين «صاحبة الجلالة» أو «السلطة الرابعة». ٭أقسم بالله العظيم أنني وخلال جولاتي المتواضعة خارج الوطن في الدول العربية أو الأفريقية وحتى الأوروبية وتحديداً ألمانيا الاتحادية، لم أشاهد صحفياً أو إعلامياً يشحت مثلما أرى هذا المنظر في بلادنا، رغم ما تقدمه الدولة من إمكانيات كبيرة وموازنات مفتوحة للأجهزة والمؤسسات الإعلامية المختلفة والتي تشكل الوعاء الوظيفي للغالبية إن لم تكن لجميع الصحافيين حتى الذين يعملون في الصحف الحزبية والمستقلة سنجدهم «مفرغين» ويتبعون وظيفياً أحد الأجهزة أوالمؤسسات الإعلامية والصحفية الحكومية. نعم لم أشاهد صحفياً شحاتاً إلاَّ في اليمن.. وباعتقادي الشخصي أيضاً، أن مرد هذا الوضع المأساوي والمخزي لقادة الرأي وضمير الأمة وعنوان الديمقراطية، يعود إلى غياب وليس انعدام جهة - وأقصد نقابة - تدافع بمهنية عالية وصوت مسموع عن حقوق ومطالب وامتيازات لهذه الشريحة المتنورة في المجتمع «الصحافيين والإعلاميين»، غياب أفقد حتى المهنة المقدسة احترامها وحضورها القوي ليس فقط لدى الجهات المعنية بل لدى المجتمع نفسه، الأمر الذي أفقد الصحفي والإعلامي مهابته ومكانته، وصار ينظر إليه ك«شحات» وليس صاحب موقف. الصحافيون والإعلاميون معذورون، لأن وضعهم المعيشي الرديء والحاجة للعيش وسط غابة أشجارها الفساد والغلاء، يدفعهم لمدَّ أيديهم للمسؤولين والتجار والسماسرة والفاسدين والسبب أن نقابتهم الصحفية في عالم آخر منذ اليوم الثاني لانتخاب النقيب وأعضاء المجلس القيادي.. والذين يصرخون ويملؤون قاعة الانتخاب في أي مؤتمر عام ضجيجاً وبكاءً ونواحاً على أوضاع زملائهم المعيشية فتطلق وعود «الهيكل» ثم تحول إلى «الكادر» والدفاع عنهم وعن حرية الكلمة وتحسين مستوى معيشتهم وتدريبهم ومنحهم امتيازات ترتقي إلى عظمة المهنة.. وغيرها كثير.. وكثير.. ولكن كل ذلك فقاقيع صابون والأصل هو أننا «شحاتون».. والنقابة تستعد لمؤتمرها الرابع. والله من وراء القصد.