{.. هي فكرة ممتازة أن ترسي جامعة صنعاء هذا التقليد باحتفائها بالبحث العلمي، إذ تمنح المتميزين من الباحثين جائزة الجامعة. ولقد منحت هذه الجائزة «مبالغ مالية وأوسمة» للباحثين الجليلين الأستاذ الدكتور حسين عبدالله العمري، الذي أثرى الحياة الفكرية بكثير من الكتب والمقالات في مجال العلوم الإنسانية تاريخاً وأدباً وحضارة؛ إذ يُعد الدكتور العمري ممن تعتد بهم الجزيرة العربية والعالم العربي. أما الدكتور ناصر العولقي، فقد أثنى عليه الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة خالد عبدالله طميم بما يستحقه من صفات طيبة. الجامعة هي الميدان المناسب للبحث العلمي، وللأسف فهناك جهات لا تقدّر هذا الأمر، مما يجعل الجامعة منقطعة عن التنمية والمجتمع.. وبعض الناس لا يعلم أن المبالغ التي تُصرف على هيئة التدريس مرتبات ومكافآت وعلى البحث العلمي هي في الأساس مبالغ استثمارية، سوف يستفيد المجتمع منها بشكل مباشر وغير مباشر. الجامعة هي مصنع الفكر ومنتج الرؤى ومهندس الطموح نحو الأفضل والأجمل، ولهذا فإن الحكومة هي المخاطب الأول بالنهضة بالصرح الجامعي ومد يد الإسناد المتصل للجامعة لكي يرى الوطن إنجازاتها، ولتصبح الجامعة هي المكان الأنسب لرسم خطط التنمية المباشرة وعلى المستوى الاستراتيجي. لا ينكرن أحد أن الجامعة اليمنية لاتزال حبيسة الدور الذي آن له أن ينطلق بكفاءة، ولا غرابة أن يظل المجتمع ينظر إليها نظرة قصور، باعتبارها تخرّج الألوف من المؤهلين العاطلين غالباً عن العمل. وكان على المجتمع أن يبحث عن الأسباب التي تحول دون أن تنجز الجامعة طموحات مشروعة طالما سعى إلى تحقيقها، بل تصورها الكثيرون من العلماء والمفكرين. وبالقدر الذي يمد المجتمع يده للجامعة وكذلك الدولة والمؤسسات المدنية الداعمة، كالهيئات الوقفية والهبات الخيرية، فإن الجامعة لابد ستقوم بدورها أكثر مما هو مرسوم ومحدد لها. وبهذه المناسبة يذكر أساتذة الجامعة والموظفون فيها المكرمة المباركة من الوالد الشيخ سنان أبولحوم حين وهب الجامعة سكناً لطلابها الذين أتوا إلى صنعاء من كل حدب وصوب. هذا العمل الخيري النبيل والفاضل الذي يذكّرنا برجال الخير، ولعل الشيخ سنان أبولحوم يحفز رجال الخير على أن يتأسوا بهذه الخطوة الكريمة وذلك برفد البحث العلمي على وجه الخصوص بالمال. وقد أفتى العلماء بجواز منح الجامعات والمدارس والمعاهد زكاة المال، فالعلم هو باب المعرفة بالله وبالإنسانية. كما أن كفالة طلاب العلم، وتخصيص مرتبات لأعضاء هيئة التدريس من الأمور التي ينبغي رعايتها وتشجيعها.