تنفيذاً للبرنامج الانتخابي لفخامة الأخ الرئيس المعلم حفظه الله أعلنت حكومة د.علي محمد مجور في اجتماعها بتاريخ 10/6/2008م عن حجز مساحة لمشروع الميناء الاستراتيجي العملاق بمنطقة «بروم» مما ولَّد ارتياحاً كبيراً في أوساط أبناء حضرموتواليمن قاطبة؛ إذ اعتبروه إيذاناً بتحقيق حلم طال انتظاره، بل كاد أن يتعثر..فماهي قصة هذا المشروع الاستراتيجي ؟! في العام 2001م صدر القرار الجمهوري بإنشاء ثلاث مناطق صناعية في الجمهورية اليمنية بعد دراسات فنية واقتصادية وبيئية ابتدأت منذ العام 1993م، وشارك فيها خبراء من منظمة «الأسكوا» الدولية، وخبراء التعاون الثنائي «اليمني المصري»، وجاءت منطقة «بروم» على بعد 30 كيلو متراً جنوبالمكلا أحد تلك المناطق الصناعية المقرة، ونتاج حركة التطورات المتسارعة في كافة المجالات الاقتصادية . وكان لحضرموت نصيب وافر منها بفضل رعاية وعناية الأخ الرئيس بها بوصفها تمثل العمق الاستراتيجي لليمن، وسارعت السلطة المحلية بدءاً بالعام 2002م في الاتفاق مع شركة مصرية لإجراء المسح ووضع الدراسات الفنية والجدوى الاقتصادية ووضع تصور بالحجز الأولي لمشروع إقامة ميناء استراتيجي كبير في منطقة «بروم» واستكملت تلك الدراسات مطلع العام 2004م. وكانت فكرة إنشاء هذا الميناء الاستراتيجي البديل لميناء «خلف» بالمكلا نتاج تنامي متطلبات الحركة الاقتصادية والعمرانية، وماتزخر به حضرموت من ثروات كبيرة متعددة الأغراض مع تدفق الاستثمارات عليها لاسيما منذ العام 2004م ؛ إذ لم يعد في مقدور ذلك الميناء القديم مواكبتها «لأنه صمم لاستيعاب بواخر لاتزيد حمولتها عن «10» آلاف طن، وعمق «الغاطس» فيه لايتجاوز ال 8 مترات، كما حدثني بذلك القبطان بحري الأستاذ عبدالحافظ أحمد القعيطي المدير العام للميناء عام 2004م. كما أكد لي القبطان عبدالحافظ أثناء حديثه وقتذاك أن منطقة «بروم» مناسبة لهذا الميناء الاستراتيجي وأن مشروعاً كهذا إذا ماتم الترويج له وتنفيذه وإدارته بطرق حديثة سيكون رافداً قوياً ومهماً للتنمية في اليمن؛ حيث إن ميزته وجدواه في موقعه المتميز على شط بحر العرب، والذي يتوسط الجمهورية اليمنية والأقرب إلى شرق أفريقيا، والقريب من المسارات الدولية للخطوط الملاحية العالمية إلى جانب قدرته على استيعاب البواخر العملاقة. وأضاف: إن هناك استفادة قصوى من الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع إذا ما أضيف لها إمكانية تصدير المواد الخام الموجودة في المنطقة الصناعية التي تعتمد على هذه المواد الخام، وخاصة مواد البناء المشهورة بها منطقة «بروم» وماجاورها، والمطلوبة من كثير من الدول المجاورة، وهذه مزايا ربما لاتتوافر للموانئ الأخرى ونتمنى التسريع باتخاذ قرارالإنشاء، وعدم تفويت مثل تلك المزايا. وقبل أن أودعه، همس في أذني قائلاً:« لا أحد في مقدوره الإقدام بشجاعة على الإعلان عن ساعة الصفر لانطلاقة تحقيق هذا الحلم الكبير سوى فخامة الأخ الرئيس». وفي أصيل ربيعي بهيج، وقبل دخوله المكلا، قادماً إليها من عدن براً، وعلى بعد حوالي ثلاثة كيلو مترات من «بروم» وقف فخامة الأخ الرئيس على طرف اللسان البحري المسمى «رأس بروم»، ممسكاً بيد صديقي الصياد «أحمد بامزاحم» متأملاً أفق البحر العربي، ثم استمع مطولاً إلى ذلك الصياد وهو يصف له طبيعة المنطقة وأخبار أجداده عن فائدة هذا الميناء الذين كانوا به يحلمون، كان ذلك أصيل يوم الإثنين. وفي صبيحة يوم الثلاثاء 17 يناير 2006م وبعد اطلاعه على الدراسات الفنية الأولية أعلن فخامة الأخ الرئيس عن ساعة الصفر لانطلاقة تحقيق ذلك الحلم ووجه بسرعة إنجاز الدراسات الإنشائية والمخططات للبدء في تنفيذ هذا الميناء الاستراتيجي العملاق. ولأسباب مردها التمويل وتأخر إقدام المستثمرين على هذا المشروع، وبروز رأي آخر لاندري كيف اتخذ من قبل البعض يقول بتحويل موقع الميناء إلى «ضبة» وبعد أخذ وتشاور ورد اتضح للجميع صحة وصوابية رأي وتوجيه فخامة الأخ الرئيس، فحصلت منطقة «بروم» على صكوك حجز الأراضي لهذا المشروع الاستراتيجي العملاق الذي قدرت الدراسات الفنية لإنشاء المرحلة الأولى منه ب «220» مليون دولار عام 2004م ، وإن طرأت زيادة على تلك التكلفة فإنها لاتقاس بالمردودات الاقتصادية والاستثمارية العملاقة لهذا الميناء لو قدر له أن ينتصب صرحاً اقتصادياً شامخاً على البحر العربي.