يتأكد اهتمام القيادة السياسية الحكيمة بالشباب من منطلق أن هذه الشريحة من أبناء الشعب تمثل اليوم نصف الحاضر، وكل المستقبل، ويظل الرهان الوطني معقوداً على كاهلها بما يمتلكونه من طاقات قادرة على ملامسة جوانب الخلق والإبداع في مسيرة البناء والعمل التنموي والنهضة الوطنية المنشودة على كافة الصعد والمجالات. ولاشك أن دعوة رئيس الجمهورية الأخيرة لقيادات السلطة المحلية بالمحافظات وقيادات التربية والتعليم والشباب والرياضة بضرورة استغلال الإجازة الصيفية للشباب الاستغلال الأمثل تهدف في الأساس إلى تنمية قدرات وطموحات الشباب .. والكشف عن الإمكانات الحقيقية التي تزخر بها هذه الشريحة الأوسع والأهم في إطار المجتمع.. إضافة إلى تحصينهم ضد كل موروثات الماضي البغيض، وضد كل الدعوات والمحاولات البائسة لإقحام الشباب في صراعات مرضية يراد منها إرهاق المجتمع وإزهاق روح الوئام والسلام الاجتماعيين. لقد أكد فخامة رئيس الجمهورية ضرورة إيلاء هذه الشريحة الاهتمام الأكبر؛ كونهم عماد التنمية، وحراس الوحدة من كل التحديات والتآمرات التي تحكيها يد الشيطان، وتهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار والنيل من إنجازات الوطن الوحدوية والديمقراطية والتنموية. من أجل ذلك ينبغي أن يستغل هذا الفراغ القاتل الذي يمتد طيلة شهرين أو ثلاثة أشهر في إقامة المراكز الصيفية وتوظيف كل الإمكانات المتاحة، بما يفيد الشباب ويعود عليهم بالنفع والفائدة مستقبلاً.. وذلك من خلال تعميق مفاهيم الولاء والانتماء الوطنيين .. وتكثيف المحاضرات التوعوية في الجوانب الفكرية والدينية والتربوية وغرس حب الوطن والثورة والجمهورية والوحدة في نفوس الشباب جميعاً. وعندما نقول أو نطالب بضرورة إقامة المراكز الصيفية للشباب ونحمّل الجهات مسئولياتها في هذا الجانب فذلك لأن هناك كما قال فخامة رئيس الجمهورية قوى معادية تروم بهذا الوطن الشر، وتحاول استغلال الشباب في تمرير أهدافها وتكريس أمراض الشطرية والرجعية والفئوية والمناطقية في نفوسهم.. ولا يمكن نسيان أو تناسي النكبات والمآسي التي مُني بها أبناء الشعب بسبب تلك القوى البغيضة، وبآثامها ومؤامراتها التي تكالبت على الوطن خلال النزعات الشطرية والصراعات البغيضة. إن تحصين الشباب من كل أشكال الغلو والتطرف والإرهاب.. ومن كل موروثات الإمامة والاستعمار أصبح اليوم ليس مجرد مطلب، وإنما ضرورة يفرضها الواقع، ويحتم عليها الطموح الغزير والمتدفق لدى الشباب المتطلع إلى تعزيز حياة الوحدة وترسيخ مداميك التنمية ضماناً للمستقبل. نقول ذلك ونؤكده مراراً؛ كون أمراض الرجعية والشطرية تظل خطراً حقيقياً بيننا، تفرز سمومها في عقل وقلب وضمير الشعب ، وخطراً يتهدد مسيرتنا ومستقبلنا معاً.. وإن لم يتم استغلال المراكز الصيفية في تحصين الشباب من تلك الأخطار.. فإنها لاشك ستتضاعف وستؤثر ليس على الشباب وحسب، بل وعلى الوطن الأرض والإنسان. إن ما نأمله اليوم أن يتم ترجمة توجيهات فخامة رئيس الجمهورية من خلال إقامة المراكز الصيفية وتكثيف البرامج التوعوية ،الهادفة إلى بناء جيل قوي متسلح بالعلوم النافعة وبقيم ومضامين الثورة والوحدة والديمقراطية.