تعتبر التنمية الشاملة منظومة رؤى وأهداف وسياسات تعمل على تحقيق الرفاه للمواطن بتوفير احتياجاته الصحية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية ويتم قياس ذلك من خلال المؤشرات الكمية و النوعية وقياس الأثر ومن ناحية أخرى يراعى الحفاظ على البيئة المحيطة وتحقيق التوازن والحفاظ على الثروات الطبيعية أي ماسنورثه لأجيالنا القادمة من موارد ومصادر مادية وبشرية طبيعية. ولعل المخططين وصناع القرار يتحملون مسؤولية وطنية جسيمة في التنمية الشاملة لذا تأخذ التحضيرات لخطط التنمية مدى زمنياً كافياًٍ وتبنى على استراتيجية قريبة وبعيدة المدى كما تحتاج لمراجعات مرحلية منهجية وقد تطور الفكر التنموي بعد تجارب عديدة بدءاً من بناء الهياكل التنموية من جسور وطرقات وغيرها من البنى التحتية الشاملة وحتى المدن على اختلاف الاحتياطات والتخصصات ومن عملية نهوض شامل وقد استشعر التنمويون خطر عدم استهداف العملية التنموية للعنصر البشري في احتياجه الذاتي للتوعية والممارسة التنموية،بالطبع هو استهداف التنمية من مدارس ومستشفيات ومصانع ولكن غاب العامل الذاتي من الإنسان كاستهداف تنموي في التوعية وتحسين السلوك والمواقف من المنجزات التنموية وتكاد التنمية تستهدف في أحيان كثيرة الهياكل التنموية دون البشر لذا تنشأ عند الإنسان مواقف تلقائية عدائية،فترى هذا يرمي بفضلاته إلى الشارع وتسمع فجأة صوت سقوط علبة أو تراه فجأة يقف بسيارته في وسط الشارع دون مراعاة لمن يسير خلفه وتلك جهة حكومية تترك القمامة أو الحفريات كماهي سواء بفعل الإنسان أو العوامل الطبيعية مثل الأمطار ولنتخيل كم عدد المتضررين من هذه الممارسات فتسمع هذا يصيح وذلك يشتم وكأن مسؤولي هذه الخدمات لايمرون في الشوارع ولايرون معاناة المواطن الذي يسمع ضجة إعلامية ولايلمس خدمة لذا يزداد موقف المواطن عداء وفوضى كما يعتبر تفعيل القوانين مؤشراً نوعياً هاماً على صعيد التخطيط الاستراتيجي وهو عامل ثبات تنموي وبقدر تفعيله تكون هناك محافظة على التنمية واستمراريتها كما يعتبر التدريب عاملاً ومؤشراً هاماً من حيث تحسين الأداء في استخدام مخرجات التنمية وتطوير منتجها. ونحن في اليمن للأسف الشديد دون أن نستهدف العنصر البشري ومن منظور تنموي فإننا نصنف في إطار مفهوم الإنسان والتنمية بمعنى أن يستهدف ويعامل أسوة بقطاعات التنمية الصحية التعليمية أي لايوجد برامج تستهدفه لذا فهو يتعامل مع التنمية دون تخطيط وإدراك للمضمون التنموي لهياكل التنمية من مدارس ومصانع وشوارع لذا تراه يعبث بها ويتلفها ولا يدرك مكوناتها وأهداف بنائها وهكذا هو يتصرف بعفوية وعدائية لذا لابد من قيام اتصال تنموي بين الهدف التنموي والبيئة البشرية المحيطة وتكريس هذا التعامل بدءاً بالعملية التربوية حتى يتم ترسيخ القيم منذ الصغر ويستهدف أيضاً الكبار في التجمعات السكانية المختلفة والبيئة المحيطة ولتحسين الموقف من مخرجات التنمية وضمان مناصرتها سواء لدى المنفذين أو المخططين لها أو المنتفعين منها وإذا ما تم ذلك سيكون هناك حفاظ وإطالة عمر لهذا المخرج واستدامة وقلة استنزاف للمصادر الطبيعية ثروة الأجيال اللاحقة وأمانتنا اليوم.