منذ بدء تكون النظام العربي بعد انتصار حركات التحرر في تصفية الاستعمار، وحتى اليوم، وهو نظام كسيح لم يستطع الوقوف على قدميه، ومعوق عقلياً لم يستطع التفكير لنفسه، رغم محاولته التي تمثلت في قيام الجامعة العربية، إلا أن محاولته هذه ظلت عبارة عن كيان شكلي، نظري، غير عملي، وعديم الفاعلية، والتأثير، وكل ما يصدر عنها غير ملزم، وهو ما أفرغ الكيان هذا «الجامعة العربية» من أي قدرة، أو فاعلية، وذهاب كل قراراتها واتفاقاتها حبراً على ورق من خمسينيات القرن الماضي حتى اليوم.. ويكفي أن نذكر الآتي: 1 اتفاقية الدفاع العربي المشترك. 2 السوق العربية المشتركة. وهما اتفاقيتان تم إقرارهما والتوقيع عليهما في منتصف القرن الماضي تقريباً في الستينيات لكنهما لم تنفذا حتى اليوم، وياليت توقف الأمر عند هذا الحد، فأعضاء النظام العربي طيلة هذه الفترة يتآمرون، ويعتدون، ويحاربون بعضاً، ويقاطعون بعضاً، ويحرضون على بعض، ويتجسسون على بعض لصالح أعدائهم، أعداء الأمة العربية، «أنظمة وشعوباً»، أي لصالح الغرب الاستعماري الصهيوني.. ومازالوا كذلك حتى اليوم دون أن يستفيدوا ويعلموا أن النظام العربي قطراً قطراً مستهدف من قوى العولمة «الأمركة» دون تفريق أو تميز سوى في الأولوية.. حيث يبدأون بالأنظمة المستعصية على الغرب والصهيونية حتى ينتهوا منها، وبعدها يعودون نحو الحلفاء.. فالغرب الأوروبي - الأمريكي - الصهيوني لا يحفظون ولا يفون بعهد لحليف، ومجرد تحقيق أطماعهم الاستعمارية حتى يتنكروا للحلفاء وللعهود. والمشكلة أن النظام العربي لايزال هو نفس نظام المجتمع العربي أيام داحس والغبراء وحرب البسوس مع الاختلاف في الشكل، والوسائل الحربية، والطرق والأساليب السياسية، وتغير الحلفاء، وبدلاً من قبائل عبس وذيبان، وبكر وتغلب صارت اليوم دولة، ومملكة، وجمهورية.. لكن العقلية مازالت كما كانت.