تجرى هذه الأيام عملية الإعداد والتحضير في عموم محافظات الجمهورية لإقامة المراكز الصيفية للشباب بهدف استغلال أوقات الفراغ لدى الشباب بما يعود بالفائدة عليهم وعلى الوطن ففي هذه المراكز تتفجر الطاقات وتكتشف المواهب الإبداعية في مختلف المجالات ولذا فإنه من الأهمية أن تكون فعاليات المراكز الصيفية متنوعة ومتعددة في المجالات الرياضية والفكرية والثقافية والفنية والدينية والتربوية بحيث يجد الفتيان والفتيات كل مايعود عليهم بالنفع.كما هو مقرر فإن الموعد المحدد لبدء المراكز الصيفية أنشطتها هو يوم السابع عشر من يوليو الجاري وهو مايعني أن الفترة المتبقية قصيرة جداً ومانرجوه هو أن تكون الجهات المنظمة «وزارة الشباب والرياضة، وزارة التربية والتعليم، وزارة الأوقاف والإرشاد، والجامعات» قد أنجزت واستكملت كافة أعمال الإعداد والتحضير وأعدت برامج الفعاليات والأنشطة التي ستتضمنها المراكز الصيفية على أسس علمية بعيداً عن المزاجية والاجتهادات الشخصية. نأمل أن يتم تلافي كل السلبيات التي رافقت أعمال المراكز الصيفية في السنوات الماضية والعمل على تعزيز الإيجابيات والتركيز على الأنشطة التي تنمي إبداعات الشباب وتصقل مواهبهم في كافة المجالات. من المهم جداً استغلال إقامة المراكز الصيفية لتحصين الشباب من الأفكار الضالة وتعميق مفاهيم الولاء الوطني وقيم التسامح والمحبة والسلام وبث روح الإخاء والتعاون والتطلع إلى المستقبل الأفضل وكذا غرس حب العلم والعمل والنجاح والتفوق وتحفيزهم في هذا الاتجاه. إننا بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى العمل بكل الوسائل لنشر ثقافة التسامح والولاء الوطني ومواجهة ثقافة الحقد والكراهية والاحباط والاستسلام التي يحاول البعض تكريسها بين صفوف الشباب على وجه التحديد.. كما نحن بحاجة إلى غرس ثقافة الوسطية والاعتدال في مواجهة ثقافة العنف والتطرف والغلو والإرهاب.. ولذلك فإن المراكز الصيفية يجب أن يكون في مقدمة أهدافها العمل على تحقيق ذلك إلى جانب التركيز على الأنشطة والفعاليات الأخرى في الجانب الديني والاجتماعي والثقافي والفني والرياضي. ومانرجوه هو أن تستغل الإمكانيات المالية والمادية المرصودة للمراكز الصيفية الاستغلال الأمثل وأن تكون هناك مراكز حقيقية وأنشطة وفعاليات تمارس فيها وليست وهمية كما كان عليه الوضع في السنوات الماضية ويجب أن تكون هناك معايير محددة في اختيار الأماكن التي ستقام فيها المراكز الصيفية وفي تخصيص الاعتمادات المالية فلا يعقل أن يتساوى الاعتماد المخصص لمركز لايزيد عدد المشاركين فيه عن مائة أو مائتي شاب أو فتاة بمركز آخر يزيد العدد فيه عن خمسمائة شاب أو فتاة.. كما أنه من المهم جداً اختيار الكوادر التي ستشرف على هذه المراكز والتي ستنفذ الأنشطة والفعاليات المختلفة فيها.. نأمل ذلك ونرجو أن تتحقق الأهداف المرجوة من إقامة المراكز الصيفية وأن تؤتي ثمارها.