باعتقادي أن الوفد الشبابي العماني الذي زار مدينة تعز في الأسبوع الماضي لن ينسى أبداً هذه المدينة الحالمة وستبقى عالقة في ذاكرته سنوات طوالاً وسيظلون يحكون عن تلك الرحلة التي قادتهم ذات يوم إلى قلعة القاهرة أهم المعالم التاريخية والسياحية لمدينة تعز، ليس فقط لأن جمال هذه المدينة وطبيعتها وتاريخها العريق قد سحرهم، ولكن بسبب ماتعرضوا له من عملية نشل طالت التلفون السيار الباهظ الثمن لرئيس الوفد العماني، وحالة الإرباك التي سادت اعضاء الوفد بعد اكتشافهم للحادثة كما جاء في الخبر الذي نشرته صحيفة الجمهورية في عدد السبت 5/7/8002م أمام أو داخل القلعة التاريخية قبلة الزائرين والسياح عرباً وأجانب. كانت حادثة النشل التي تعرض لها رئيس الوفد العماني، ولنا أن نتصور الحالة التي كان عليها أشقاؤنا وهم يواجهون هذه المشكلة التي لم تخطر لهم على بال أبداً وهم الغرباء بين إخوانهم في المدينة التي شغفتهم حباً فجاءوا للتعرف عليها وعلى معالمها،أين يذهبون وكيف يتعاملون وإلى من يلجأون؟؟ ومن يدلهم على طريق الشرطة للإبلاغ عن حادثة النشل أملاً في إعادة التلفون لما يحويه من معلومات وسجلات قيمة وهامة لن يعرف اللص قيمتها وأهميتها وهو مادفعهم لعرض مبلغ مالي إضافة لجهاز التلفون المسروق مكافأة لمن يعيد لهم الشريحة. مدير مكتب الشباب والرياضة حضر لالتقاط صورة تذكارية مع الوفد ثم تركهم وحدهم دون أن يكلف نفسه تكليف أحد الموظفين بمرافقتهم ويكون مرشدهم السياحي ولكن ربما مكتب الشباب والرياضة لم يخطر بباله أن هؤلاء ليسوا من اليمن وإنما من عُمان وهم بحاجة لمرافق يستعينون به ويكون معهم طوال بقائهم في ضيافة مكتب الشباب والرياضة ،وليس الغرض من الوفود التقاط الصور معهم فقط وليس مكتب الشباب والرياضة وحده المعني بهذا الأمر فهناك أيضاً جهات ومكاتب أخرى يفترض تواجدها في مثل هذه الأماكن السياحية وباستمرار مثل مكتبي السياحة والثقافة ليقوموا بدورهم في تعريف السائحين والزوار حول تاريخ هذه القلعة وغيرها من الأماكن، كما هو معمول به في كل بلاد الدنيا المتقدمة والمتخلفة، لأن هؤلاء الزائرين والسياح سفراء بلدانهم حين يأتون إلينا وسفراء بلادنا حين يعودون إلى بلدانهم وبهذا يتم الترويج السياحي واستقطاب السائحين. صحيح أن مثل هذه الحادثة قد تحدث وحدثت في بلدان عديدة لأن مثل هذه السلوكيات موجودة أينما وجد الإنسان ولا تخلو بلد من وجود محترفين ولصوص وخارجين عن القانون، ولكن مالايحدث أبداً إلا في بلادنا أن يترك الزائرون وحدهم دون دليل سياحي أو مرافق وما لايحدث أيضاً غياب الشرطة السياحية أو حتى سيارة نجدة أمام القلعة وغيرها من الأماكن التي يرتادها الزوار والسائحون العرب والأجانب تحسباً لأي طارئ لا سمح الله أو....الخ فهل نأمل من الأخ محافظ المحافظة أخذ هذا بعين الاعتبار أم أن كل مايكتب حبر على ورق ويبقى المسئولون صماً بكماً عمياً وهم لايفقهون.