مرت بالأمس الذكرى السادسة والخمسون لثورة 23 يوليو المصرية التي لم تكن- في واقع الأمر- محصورة بإطارها المصري، بل امتد تأثيرها المباشر إلى المنطقة العربية والعالم، حيث كانت انطلاقة ثورة 23 يوليو ايذاناً بجلاء الاستعمار عن المنطقة ورحيل الأنظمة الاستبدادية والديكتاتورية في العالم الثالث، وذلك بفضل الاحساس الوطني العالي الذي عبر عنه الرئيس المصري جمال عبدالناصر ودعمه الثورات التحررية في الوطن العربي والعالم. ولاينسى اليمنيون الدور البارز الذي قامت به الثورة الناصرية في دعم ومساندة انطلاق الثورة اليمنية(سبتمبروأكتوبر) مطلع ستينيات القرن المنصرم ودفاعها القوي عن النظام الجمهوري في اليمن حيث امتزج الدم اليمني والمصري في ملاحم النضال ضد مؤامرة تقويض الثورة اليمنية. على أن المهم أن تأثيرات الثورة الناصرية لم تقتصر على التحرر من ربقة الاستعمار، بل شملت تأثيراتها فتح نوافذ العلم أمام شعوب العالم الثالث وخلق وعي وطني بأهمية التحرر من التخلف الثقافي والاقتصادي والاجتماعي وإيجاد حالة من التوازن السياسي والعسكري بين العالم المتقدم ودول العالم الثالث من خلال قيادة حركة عدم الانحياز. وبعد هذه الفترة من انطلاقة ثورة 23 يوليو الناصرية تتذكر الكثير من دول العالم الثالث حاجتها إلى استذكار تلك الدروس والتجارب، خاصة مع هيمنة القطب العالمي الواحد على مقدرات شعوب العالم أجمع