أمضى عميد كلية اللاهوت وأستاذ الدراسات الدينية ريموس روس قرابة عقد من الزمان للخروج بهذا الكتاب المهم، الذي يتضمن قراءات أفقية ورأسية لتجليات ما أسماه بالفلسفة الإسلامية؛ حيث اعتبر القرآن الكريم النبع الأول للتفسير، والذي خرج من أعطافه علماء الكلام أو أصحاب الفرق، والذين توزعوا إلى اتجاهات عقلية وأخرى نقلية .. كما تتبع المؤلف عديد الرموز الكبرى في تاريخ الكلام وصولاً إلى الفلسفة التي تربع على ميدانها الكندي ثم ابن رشد . في هذا الكتاب لا نلاحظ إمعاناً دلالياً في ثنائية الظاهر والباطن بل محاولة لاستكناه ثمار الفكر في تلك الثنائية .. كما كان للتعليم الفلسفي الإغريقي حضوره الضمني في نظرات ريموس روس الذي لم يتوقف عند تخوم الكلاميين، وما خرج من تضاعيف أفكارهم بل واصل البحث وصولاً إلى الفرق الغرائبية أو الغامضة البهائية التي يعتبر أن جذرها الأول يأتي من التشيع . أما الصوفية فقد كان لها بطبيعة الحال حيزاً كبيراً؛ ربما لأن اللاهوت الكنسي كان ومازال يغترف من بحر الصوفية نظرية الحب الإلهي والزهد ووحدة الوجود وغيرها من مفردات . الكتاب استثنائي وغاية في الأهمية، يستحق ترجمة دقيقة من لغة المؤلف الرومانية إلى العربية .. ويمثل مصدراً مهماً لرؤية غير مألوفة لتاريخ العرب والمسلمين الفكري.