في الحوادث المرورية يكون الفارق بين الموت والحياة، قربة دم، تدليك قلب، إيقاف نزيف. وبعد الحادث لاغنى عن إسعاف المصاب إلى قسم الطوارىء، وهناك فأنت أمام خيارين أحلاهما أنك لن تحصل على ماتريد مالم يكن جيب من قام بالإسعاف عامراً بفلوس الوفاء بما قبل وليس بما بعد. - في المستشفى الحكومي سيواجهك طابور المتوجعين من حوادث أخرى، فيما القائمون على الطوارىء فقدوا حساسية التألم لمايشاهدونه لكثرة مايشاهدونه من أهوال على مدار الساعة وعدم اهتمام إدارة المستشفى بطلبات العاملين في الطوارىء الذين يجترون القول، وماذا يعمل الطبيب والممرض «الملاك» في قسم طوارىء هو أقرب إلى الطوارق من الوفاء بواجبات الطوارىء .. والنتيجة المصاب هو وأقداره وفرصته في الحياة. - وفي المستشفى «الخاص» لم تعد الجنبية والبطاقة الشخصية تنفع من باب الرهان المقبوض بعد أن صارت المستشفيات بؤرة للجنابي الرخيصة والبطاقات الشخصية التي يمكن إبقاؤها في خزانة المستشفى والحصول على بدل فاقد إن دعت الضرورة للوفاء بالسؤال: أين البطاقة.. ؟ - ضحايا الحوادث وضحايا الطوارىء هم مواطنون.. أبجديات الشراكة معهم في الوطن والعقيدة والإنسانية تقتضي أن يعاملوا في المستشفيات الحكومية والخاصة بإنسانية، أما كيف فهي مسئولية مؤسسات الدولة. وليس معقولاً أن يكون في طوارىء مستشفى من يحتاج إلى إسعاف عاجل فيما يعجز أو يرفض مستشفى إسعافه.