يدعونا الله سبحانه وتعالى أن نتدبر ونتأمل بعض مخلوقاته الإعجازية للاستدلال بها على عظمة الخالق، حيث ذكر تعالى في سورة الغاشية: «أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت». وجاء في تفسير ابن كثير: «فإن خلقها عجيب، وتركيبها غريب، وهي في غاية القوة والشدّة، ومع ذلك تنقاد للضعيف، وتؤكل، ويُنتفع بوبرها وبشرب لبنها». وكان شريح القاضي يقول: «اخرجوا بنا حتى ننظر الإبل كيف خلقت». لقد كانت الإبل عند العرب تعد مظهراً من مظاهر الغنى والسؤدد والجاه حتى قيل: «الإبل سفن البر، جلودها قرب، ولحومها نشب، وبعرها حطب، وأثمانها ذهب». ومن نتائجها وفوائدها على الإنسان أيضاً ما أشار إليه ابن خلدون في مقدمته عن الإبل، إذ قال: «التغذية بألبان الإبل ولحومها يؤثر ذلك في أخلاقهم من الصبر والاحتمال والقدرة على حمل الأثقال». ولعلنا نتذكر في تاريخنا العربي أن قتل ناقة البسوس، والبسوس هي امرأة استجارت بشخص اسمه "جساس بن مرَّة" وحين رأى ناقتها كليب ابن ربيعة ترعى في حماه قتل فصيلها فثارت الحرب بسببها بين قبيلتي بكر وتغلب أربعين عاماً.. وسُميت "حرب البسوس".